كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

سيبويه (¬1): هي مشبهة بليس (¬2)، وقال الفراء: معناها ليس (¬3) ولو كان كذلك الاسم مرتفعًا، وقيل: التاء زائدة في حين، وأنشد (¬4):
العاطفون تحين ما من عاطف ... والمطعمون زمان (¬5) ما من مطعم
{مَنَاصٍ} والنوص بالنون والبوص بالبا العرض (¬6).
{أَنِ امْشُوا} ترجم للانطلاق، وقيل: ترجمة للمضمر تقديره: وانطلقوا قائلين أن امشوا ترجمة للكبار {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} إن كان جواب القسم فالإشارة واقعة إلى شقاق المشركين، وإن كان قول المشركين، فالإشارة إلى أمر رسول الله (¬7) {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ} إن كان جواب القسم؛ فالإشارة واقعة إلى ما وعدهم النبي -عليه السلام- (¬8) على كلمة الإخلاص من طاعة العرب واستسلام العجم، وإن كان من قول المشركين؛ فالإشارة واقعة إلى الصبر على الآلهة (¬9) أي هو شيء يرضاه الله، ويجوز أن تكون الإشارة على قوله واقعة إلى خلاف رسول الله (¬10) أي هو شيء يتمناه كل أحد (¬11) ليذكر وليتشرف به على غيره.
¬__________
(¬1) بدل (سيبويه) فراغ في "أ".
(¬2) ذكره سيبويه في الكتاب (1/ 28) وقال: لات مشبهة بـ"ليس" والاسم فيها مضمر أي ليست أحياننا حين مناص.
(¬3) ذكره في معانيه (2/ 379).
(¬4) البيت لأبي وجزة السعدي كما في لسان العرب، مادة (اون)، والزجاجي في "حروف المعاني" (70)، وغريب الحديث لابن سلام (4/ 250)، والمحكم (3/ 446).
(¬5) في المخطوطات (تحين) والمثبت من المصادر.
(¬6) قال الفراء: النوص: التأخير في كلام العرب، والبوص: المتقدم. قال امرؤ القيس:
أَمِن ذكر ليلى إذْ نأتكَ تَنُوصُ ... وتقصر عنهاخُطْوةً وتَبُوصُ
[معاني القرآن (2/ 397)].
(¬7) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬8) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، وبدلها في "ي" السلام محذوفة.
(¬9) في "أ": (الآية) بدل (الآلهة).
(¬10) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬11) في الأصل: (واحد).

الصفحة 1477