كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
وعن مجاهد عن ابن مسعود قال: حم ديباج القرآن (¬1).
وعن زر بن حبيش قال: قرأت على علي بن أبي طالب القرآن في المسجد الجامع بالكوفة فلما بلغت الحواميم قال: يا زر بن حبيش قد بلغت عرائس القرآن (¬2).
وسأل عمر بن الخطاب رجالًا من إخوانه كانوا بالشام فسأل عن رجل قالوا ذاك أخو الشيطان أتى الشام فخالط أهل هذه الأشربة وجفا فكتب إليه: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)} فلما جاءه الكتاب رجع عن فعله وتاب ثم قال: صدق الله ونصح إليّ عمر، ثم أقبل على طريقة حسنة (¬3).
{غَافِرِ الذَّنْبِ} وغيره يجوز أن يكون بدلًا ويجوز أن يكون صفة لأن التكبُّر عن متمحض فيه لكونه مضافًا إلى معرفة فكأنه قيل: الغافر للذنب القابل للتوب الشديد عقابه.
وعن الأخفش أن التوب جمع التوبة (¬4)، وهذا محمول على أن التوب فعل عام وهو المصدر، والتوبة فعل مرة.
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ} اتصالها من حيث قوله: {شَدِيدِ الْعِقَابِ}، {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ} تسمية آيات القرآن شعرًا وسحرًا (¬5) وسجعًا وأساطير الأولين إنها مخالفة [للحقيقة] (¬6).
¬__________
(¬1) أبو عبيد في فضائل القرآن (137)، والحاكم (2/ 437)، والبيهقي في الشعب (2471)، وصحح إسناده الألباني.
(¬2) قريبًا منه عن علي عند ابن النجار في تاريخه (يقصد الذيل لتاريخ بغداد).
(¬3) قريبًا منه عند عبد بن حميد عن قتادة كما في "الدر المنثور" (13/ 12).
(¬4) وهو أيضًا مذهب المبرد كلوزة ولوز، وأما مذهب الأخفش الذي ذكره المؤلف فقد ذكره الأخفش في معاني القرآن (276).
(¬5) في "ب": (سحرًا وشهرًا).
(¬6) ما بين المعكوفتين تصرف منا ليستقيم المعنى.