كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ} اتصالها من حيث {وَقَابِلِ التَّوْبِ}.
وذكر الكلبي أن ابتداء استغفار الملائكة للمؤمنين إنما كان من لدن أمر هاروت وماروت.
{يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} يوم القيامة إذا رأوا العذاب ولاموا أنفسهم ومقتوها.
{اثْنَتَيْنِ} أي مرتين على ما سبق.
{ذَلِكُمْ} إشارة إلى النداء.
{رَفِيعُ} رفع كقوله {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ} [الرعد: 12].
{يَوْمَ التَّلَاقِ} تلاقي الخصوم يوم الجمع أو تلاقي المحسوس والمعقول {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42]، والقول مضمر عند قوله {لِمَنِ الْمُلْكُ} وكذلك عند قوله {الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.
وعن الحسن عنه -عليه السلام- (¬1): "مَن قال الحمد لله الذي تعزّز (¬2) بالقدرة وقهر العباد بالموت نظر الله إليه، ومَن نظر إليه لم يعذبه واستغفر له كل ملك في السماء وكل ملك في الأرض" (¬3).
{يَوْمَ الْآزِفَةِ} وأزف يأزف أزوفًا إذا دنا جانبه مصدر كالعافية (¬4) هو يوم الصيحة الآزفة (¬5) أو الرجفة الآزفة أو البعثرة الآزفة أو الزلزلة الآزفة، وأزف يأزف أزفًا إذا دنا.
{خَائِنَةَ} مصدر كالعافية وراعته الإبل وتاعته الشاء.
{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ} فيها دلالة على أن قارون لم يزل
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) في الأصل: (يعزو).
(¬3) في معناه ورد هاتفًا عند قبر دانيال في "الهواتف" للخرائطي (20).
(¬4) من قوله (وأزف) إلى هنا من الأصل.
(¬5) من قوله (وأزف) إلى هنا ليس في "ب".

الصفحة 1503