كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{يَوْمَ التَّنَادِ} تناديهم ما لها؟ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)} [الزلزلة: 1]
أو محاجتهم في النار.
{لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} أي شفاعة، وقيل: دعوة مبرهنة صحيحة (¬1).
{وَأُفَوِّضُ} أسلم.
{النَّارُ} رفع لكونه بدلًا من {سُوءُ الْعَذَابِ} أو يكون مبتدأً وخبره في الفعل المتصل بالضمير العائد إليها (¬2).
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى} على سبيل ردّ عجز الكلام على صدره.
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ} روي أن الآيتين نزلتا في اليهود الذين أعظموا القول في الدجال الذي ينتظرونه، فزعموا أنه نبي آخر الزمان وأنه يسخِّر السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم ويحيي ويميت فردّ الله عليهم (¬3).
قوله: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى} قيل: اليهود ونحوهم {وَالْبَصِيرُ} مثل المؤمن المتعوذ بالله من فتنة الدجال ومعرة الجدال.
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء هو العبادة" (¬4) ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} الآية.
{وَالسَّلَاسِلُ} جمع سلسلة وهي الحلق المتصلة بعضها ببعض لتكون
¬__________
(¬1) والمراد به الوثن الذي يعبدونه ويدعونه من دون الله، فهو ليس بشيء ولا يضر ولا ينفع.
(¬2) أي الخبر جملة (يعرضون) وفيه وجه ثالث وهو أن تكون "النار" خبرأ لمبتدأ محذوف، أي: هو أي سوءُ العذاب النارُ لأنه جواب لسؤال مقدّر، و"يعرضون" على هذا الوجه يجوز أن يكون حالًا من "النار" ويجوز أن كون حالًا من "آل فرعون".
[الدر المصون (9/ 485)].
(¬3) ذكر سبب النزول هذا القرطبي في تفسيره (15/ 324 - 325).
(¬4) أبو داود (1479)، والترمذي (2969، 3247، 3372)، وابن ماجه (3828)، وأحمد (4/ 267) والحديث صحيح.