كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور: 30] أو منقض بتذكره وبُعده من قوله: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ} [الشعراء: 22].
{نَحِسَاتٍ} ضد سعود.
{فَهَدَيْنَاهُمْ} أراد هداية الدلالة والتمكين دون الإرشاد وخلق الاهتداء كقوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} [البلد: 10].
وعن ابن مسعود قال: اختصم عند البيت ثلاث؛ قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي، قليل فقه قلوبهم وكثير شحم بطونهم، وقال أحدهم: أترون الله يسمع ما تقول؟ فقال آخر: يسهمع إن جهرنا ولا يسمع إن خفينا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا (¬1)، فأنزل الله {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} (¬2) الآية.
وعن علي - رضي الله عنه - في قوله: {رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} قال: ابن آدم الذي قتل أخاه من الإنس (¬3)، وإبليس الأبالسة من الجن.
وعن أبي جعفر قال: ابن آدم الذي قتل أخاه والشيطان الذي سوّل له.
{أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} شركهم وكفرهم.
{وَقَيَّضْنَا} أبحنا وقدّرنا وسبّبنا.
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال علي: إن الله ربهم (¬4).
¬__________
(¬1) من قوله (وقال الآخر) إلى هنا ليست في "ب".
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه (4817)، ومسلم في صحيحه (2775)، والترمذي (3245)، والبيهقي في الأسماء والصفات (177) عن ابن مسعود مرفوعًا.
(¬3) عبد الرزاق في تفسيره (2/ 186)، وابن جرير (20/ 420)، والحاكم (2/ 440)، وابن عساكر (49/ 47).
(¬4) ابن المبارك في "الزهد" (326)، وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 187)، وابن سعد (6/ 84)، وابن جرير (20/ 422، 423).