كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{وَيَمْحُ اللَّهُ} (¬1) لعطف الجملة لا للعطف على المجزوم، وسقوط الواو هاهنا كسقوطها من قوله: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} [الإسراء: 11] إذ لو كان معطوفًا لما ذكر اسم الله تعالى وأن هو الباطل واجب بالإجماع غير موقوف على جزاء وشرط.
وعن علي قال: خصلتان حفظتهما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) وأنا أحب أن تحفظوهما، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3): "ما عاقب الله عليه عبدًا في الدنيا من ذنب فالله أرحم من أن يثني عقوبته عليه في الآخرة، وما عفا الله عن عبده في الدنيا من ذنب (¬4) فالله أكرم من أن يعود في شيء عفا عنه " (¬5).
وعن أبي موسى (¬6) الأشعري عنه -عليه السلام- (¬7): "لا يصيب عبدًا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر" ثم قرأ {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} (¬8).
{كَالْأَعْلَامِ} الجبال.
{فَيَظْلَلْنَ} في محل الجزم لأنه معطوف على مجزوم {رَوَاكِدَ} سَوَاكِن.
{شُورَى} اسم من المشاورة، ووجه المدح على كون الأمر شورى بينهم قبح الاستبداد والتضاد كقول الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].
¬__________
(¬1) في "ب": (يمح الله ما يشاء) وهو خطأ.
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) (وسلم) ليست في "ي".
(¬4) من قوله (فالله أرحم) إلى هنا ساقط من "أ".
(¬5) الترمذي (2626)، وابن ماجه (2604)، وأحمد (1/ 99، 159)، والحاكم (1/ 48) والحديث حسن والبعض يضعفه.
(¬6) في "ب": (يوسف) وهو خطأ.
(¬7) (السلام) ليست في "ي".
(¬8) الترمذي (3252) والحديث ضعيف.