كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (¬1) في بيعة أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنهما -: إنها كانت فتنة وقد وقى الله شرها، فلا تكون الإمارة من بعد إلا عن مشورة (¬2).
{إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} وجه المدح على الانتصار عند البغي كراهة الذلة والتمسكن وتمكين العدو من الأهل والنفس.
وعن علي - رضي الله عنه - (¬3) عنه -عليه السلام- (¬4) "إن الله ليبغض من يدخل عليه بيته ولا يقاتل" (¬5) وهذا محمول على من لم يقاتل فشلًا وجبنًا وخذلانًا لأهله وعياله دون من سلّم الله أمره وكره الفتنة كهابيل وعثمان والحسن بن علي - رضي الله عنه -: المستبان ما قالا من شيء فعلى البادىء حتى يعتدي المظلوم (¬6).
{يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} لأنهم يحشرون على وجوههم، ويطمس على أعينهم وإنما ينظرون إلى العرش أو إلى النار.
{مِنْ نَكِيرٍ} إنكار أي لا يستطيعون الإنكار يومئذ.
{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ} أي يجعل الأولاد ذكورًا أو إناثًا.
{إِلَّا وَحْيًا} إلهامًا {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} وهو إلقاء الكلام في مسامع البشر من غير واسطة {أَوْ يُرْسِلَ} من الملائكة {رَسُولًا} والكلام الذي هو عن إدراك البشر إياه كلام الله تعالى حالة مشاهدة العبد إياه وذلك لوجوب الاضمحلال عند تجلي ذي الجلال.
{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} أي لست تعرف إيمانًا سماعيًا
¬__________
(¬1) (رضي الله عنه) ليست في "أ" "ي".
(¬2) أحمد (1/ 55)، وابن حبان (413، 414)، والنسائي في الكبرى (7151) والحديث صحيح.
(¬3) (رضي الله عنه) ليست في "ب".
(¬4) (السلام) ليست في "ي".
(¬5) ذكره علي بن الجعد في مسنده (2123) عن إبراهيم بلفظ: كانوا يرون، وذكره.
(¬6) أخرجه مسلم (2578)، والإمام أحمد (12/ 138)، والترمذي (1981) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 1518