كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

{مُقْرِنِينَ} مستطيعين، والإقران الاستطاعة والإطاقة والاقتدار.
{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)} يجوز أن يكون كلامًا مبتدأً (¬1) عن جهة الله على سبيل الإنكار، ويجوز أن يكون حكايته قوله {وَإِذَا بُشِّرَ} بألا نبي من الكفار.
وليس في قوله {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)} ما يمهد لليهود والنصارى عذرًا لأنهم محرِّفون مبدِّلون غير مستمسكين ولو كانوا مستمسكين لكانوا مستسلمين في محوه وإثباته وتصريف آياته.
{عَلَى أُمَّةٍ} (¬2) أنه على سنة وطريقة.
{بَرَاءٌ} مصدر كالسواء والملاء. والمعنى: أنا بريء مما تعبدون وأنه {سَيَهْدِينِ} للإسلام.
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} بأنه وضع في تلبية الحج: لبيك لا شريك لك وبأنه قال: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} أي يعرضون عن الكفر ويعتزلونه، وقيل: جعلها كلمة باقية في عقبه لعل عقبه يرجعون إلى قضية تلك الكلمة إذا اختلفت بهم الأهواء.
{لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} نزل في الوليد بن المغيرة حيث قال (¬3): لولا أنزل هذا القرآن علي بمكة أو على مسعود الثقفي بالطائف (¬4).
{وَمَعَارِجَ} سلاليم.
{وَسُرُرًا} جمع سرير، وهو مجلس يُتخذ من الألواح ونحوها في
¬__________
(¬1) أي أنه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير أوَمن ينشأ جزءٌ أو ولدٌ إذ جعلوه لله جزءًا، ويجوز أن يكون في محل نصب مفعولًا بفعل مقدّر أي: أو يجعلون من ينشأ في الحلية. ذكر الوجهين السمين الحلب في. [الدر المصون (9/ 578)].
(¬2) (أمة) ليست في الأصل.
(¬3) في "ب": (قالوا).
(¬4) رواه ابن أبي حاتم كما في الدر (13/ 202) عن ابن عباس.

الصفحة 1522