كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)} [المعارج: 1] قال: ذهب إلى هذا أهل التفسير والمعاني (¬1)، فقال ابن عرفة: إنما يقول عبد يعبد فهو عبد، وقال ما يقال عابد، والتقدير: عبده إن كان في أوهامكم وآرائكم للرحمن ولد فانا أول عابدٍ لله بالتوحيد الخالص، وقيل: التقدير: لو كان يجوز أن يكون للرحمن ولد لكنت أول عابد لذلك الولد، وقد ذكرنا قضية لفظ أو ولو كان هذا التقدير الآية فهي قريبة من قوله: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} [الأنبياء: 17] {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [الزمر: 4] وإنما يكون مثل هذا الكلام للتنبيه على غاية الاستحالة.
...
¬__________
(¬1) النضر بن الحارث بن علقمة كان من أشد قريش في تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وايذائه وأصحابه، ونزل في حقه عدة آيات من القرآن، أسره المقداد يوم بدر وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضرب عنقه فقتله علي بن أبي طالب. [الكامل في التاريخ (1/ 594)].