كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} في الذين شكوا إلى رسول الله (¬1) أذى المشركين، والقصة في ذلك أن النبي -عليه السلام- (¬2) كان قد (¬3) رأى في منامه أنه سيهاجر إلى أرض ذات نخل، فقصّ رؤياه على أصحابه ثم مضى زمان ولم يهاجر فاستعجلوه فقال: "إنما قصصت عليكم رؤيا رأيتها ولم أقصّ عليكم وحيًا لست أدري هل يؤذن لي في الهجرة أم لا"، هكذا ذكر الكلبي وغيره (¬4).
وفحوى الخطاب أنه متوجه إلى المشركين في معنى قوله: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52] الآية.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} وهو عبد الله بن سلام (¬5) شهد على مثل القرآن وهو التوراة أنها ناطقة برسالة رسول الله (¬6)، وشهد أن القرآن من عند الله على مثل ما شهد به رسول الله (¬7)، وإنما دخلت شهادته في حيز التواتر وهو رجل واحد لأسباب مجتمعة:
أحدها: ما نطقت به أحبار اليهود وعلماء النصارى والكهّان برسالة رسول الله قبل مبعثه.
والثاني: اعتراف عامة أحبار اليهود بأن عبد الله بن سلام أفضلهم علمًا وأصدقهم حديثًا فكانوا صدقوه في شهادته هذه.
¬__________
(¬1) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬2) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بدل (-عليه السلام-).
(¬3) (كان قد) ليست في "ب".
(¬4) نقلها عن الكلبي عن ابن عباس القرطبي في تفسيره (16/ 186)، وابن الجوزي في تفسيره [زاد المسير (4/ 104)] وسنده ضعيف جدًا وعلته الكلبي فهو متهم، وذكره الواحدي في أسباب النزول (744) والفراء في معانيه (3/ 50).
(¬5) الترمذي (3256، 3803)، وابن جرير (21/ 127).
(¬6) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬7) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

الصفحة 1536