كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
والثالث: مخافة غيره عند قراءته بعث نبينا -عليه السلام- (¬1) وآية الرجم من التوراة في المصحف.
والرابع: كونه غير دافع ضررًا عاجلًا عن نفسه وغير جارّ منفعة إلى نفسه بشهادته هذه إلا ابتغاء وجه الله.
والخامس: استقامته على شهادته في تقلُّب أحواله، وقيل: إن شهادته لم تكن حجة ولم توجب علمًا إلا بعد تزكية الله إياه بالقرآن المعجز.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا (¬2)} قال الكلبي (¬3): نزلت في اليهود حيث قال لهم عبد الله بن سلام: لمَ لا تؤمنون بهذا النبي؟ فقالوا: {لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} رعاة الشاة. وقال الفراء: نزلت في بني عامر وغطفان وأشجع حيث قالوا هذا في مزينة وغفار وجهينة (¬4).
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ} قال الكلبي: نزلت في أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه - (¬5).
{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ} قال الكلبي: نزلت الآيتان في عبد الرحمن بن أبي بكر حالة كفره وهو بمكة يومئذ (¬6) {أَنْ أُخْرَجَ} أن أبعث من قبري.
{بِالْأَحْقَافِ} قال الأزهري: الأحقاف رمال مستطيلة بناحية شجر (¬7). وقال ابن عرفة: يقال للرمل العظيم المستدير حقف.
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) (آمنوا) ليست في "ب".
(¬3) "زاد المسير" لابن الجوزي (7/ 374) ولم يعزه لأحد.
(¬4) ذكره الفراء في معانيه (3/ 51).
(¬5) ابن عساكر في تاريخه (30/ 338).
(¬6) هذا الأثر أنكرته عائشة. وقال ابن كثير: في صحته نظر. وقال ابن حجر في الفتح (8/ 577): لكن نفي عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادًا وأولى بالقبول. وعند الطبري (21/ 144) عن ابن عباس قال: هذا ابن لأبي بكر - رضي الله عنه - ولم يذكر اسمه.
(¬7) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (4/ 68 - حقف) وقال: الأحقاف رمال بظاهر بلاد اليمن كانت عاد تنزل بها، ولهذا قيل للرمل إذا كان منحنيًا: حقف.