كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
على العموم {لَذَّةٍ} ذات لذة وشراب لذ ولذيذ (¬1) بمعنى {عَسَلٍ} ما رزقنا الله في الدنيا من بطون النحل {مُصَفًّى} لا شمع فيه {فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} واحدها معًى وهو مجرى الطعام والشراب في البطن وري المعدة.
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} قيل أن جماعة من المنافقين كانوا يستمعون إلى رسول الله (¬2) ابتغاء هفوة منه، فإذا لم يجدوها وسمعوا المواعظة (¬3) تعاموا عنها كأنهم لم يسمعوها وسألوا المؤمنين ماذا قال آنفًا؟ [فمن جملة المنافقين رفاعة بن زيد والحارث بن عمرو في جملة الذين أوتوا العلم عند الله {آنِفًا} أي] (¬4) الإيمان مأخوذ من استئناف زادهم، قول النبي -عليه السلام- هدى.
{أَشْرَاطُهَا} علاماتها. قال الأصمعي: ومنه الاشتراط الذي يشترط بعض الناس على بعض إنما هي (¬5) علامات بينهم، قال: هذا بيان للاشتقاق، فأما حقيقة الشرط فالخصلة الموجبة للحكم.
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أنه الأمر بالاستقامة على العلم {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} وعند الأعمش قال: ما قعدت إلى أحد أكثر استغفارًا من [أبي صالح وقال أبو صالح: ما قعدت إلى أحد أكثر استغفارًا من أبي هريرة، وقال أبو هريرة: ما قعدت إلى أحد كان أكثر استغفارًا من] (¬6) النبي -عليه السلام- (¬7) (¬8). قلت: فكم كان يستغفر؟ قال: كان يستغفر الله (¬9) في اليوم والليلة مائة مرة (7).
¬__________
(¬1) في "ب" "ي": (لذوذ).
(¬2) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) في الأصل: (الموعظة).
(¬4) ما بين [...]، ليس في الأصل.
(¬5) في "ب": (هو).
(¬6) ما بين [...]، ليس في الأصل.
(¬7) ذكره القرطبي في تفسيره (4/ 206) عن مكحول عن أبي هريرة.
(¬8) (السلام) ليست في "ي".
(¬9) (كان يستغفر الله) ليست في "ي" "ب".