كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
سُورَةُ الفَتْحِ
مدنية (¬1)، وهي تسع وعشرون آية بلا خلاف (¬2).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيَمِ
{إِنَّا فَتَحْنَا} عن عمر أنه كان يساير رسول الله في بعض أسفاره فسأله عن شيء فلم يجبه، قال: قلت: ثكلتك أمك يا عمر، سالت رسول الله (¬3) ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، فحركت بعيري وتقدمت بين يديه، فلم ألبث أن سمعت صارخًا ينادي، فأتيت رسول الله وقد خشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن، فقال رسول الله: "قد أُنزلت علي سورة هي أحب مما طلعت عليه الشمس" ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (¬4).
وعن المغيرة بن شعبة أن النبي -عليه السلام- (¬5) صلّى حتى انتفخت قدماه فقيل له: أتتكلف هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ " (¬6). قيل: المراد بالفتح هو حكم الموادعة بين
¬__________
(¬1) نقل صاحب "الدر المنثور" (13/ 455) عن ابن عباس وابن الزبير ذلك.
(¬2) انظر "البيان" (229).
(¬3) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) البخاري (4177).
(¬5) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي - صلى الله عليه وسلم -).
(¬6) البخاري (4836)، ومسلم (2819).