كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

رسول الله فلحقوا به، وعلم الذين كرهوا القضية كيف صنع الله للرسول وللمستضعفين من المؤمنين.
{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ} أسد وغطفان (¬1) حيث اعترضوا لرسول الله (¬2) في مسيره إلى خيبر فناجزهم رسول الله (¬3) دون خيبر، فعلموا أنه لا طاقة لهم به، فألقوا إليه السلم أن لا يكونوا معه ولا عليه.
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ} الآية نزلت في الوقعة بين المسلمين والمشركين بالحديبية، والحديبية على أربعة ميال (3) من مكة.
{رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} الوليد بن المغيرة وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وأبو جندل بن سهيل وغيرهم كانوا بمكة (¬4) {لَوْ تَزَيَّلُوا} لو تخلص المؤمنون منهم وتميزوا.
{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} عن علي - رضي الله عنه -: كلمة التقوى لا إله إلا الله (¬5). وعن ابن عمر أن الكلمة التي ألزمناها ليلة الحديبية كلمة التقوى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير (¬6).
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا} كان النبي -عليه السلام- (¬7) قد رأى في منامه أنه دخل المسجد الحرام مع أصحابه {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ (¬8) وَمُقَصِّرِينَ لَا
¬__________
(¬1) الأظهر أنهم كفار قريش كما قاله قتادة. أخرجه الطبري في تفسيره (21/ 278).
(¬2) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬3) في "ب" "ي": (أميال)، وفي البقية: (منازل).
(¬4) ذكره القرطبي في تفسيره (16/ 285).
(¬5) عبد الرزاف في التفسير (2/ 229)، وابن جرير (21/ 311)، والحاكم (2/ 461)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (197).
(¬6) نقلها عن ابن عمر مختصرًا بغير هذا اللفظ القرطبي في تفسيره (16/ 289) وابن الجوزي في تفسيره (4/ 137).
(¬7) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي - صلى الله عليه وسلم -).
(¬8) (رؤوسكم) من الأصل.

الصفحة 1554