كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

صدقات بني المصطلق وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما توجه إليهم استقبلوه بالطاعة لوجه الله تعالى ولرسوله -عليه السلام- (¬1) فظنّ الفاسق (¬2) أنهم استقبلوه ليقتلوه فانهزم إلى رسول الله (¬3) وزعم أنهم خرجوا من الطاعة، فهمّ النبي -عليه السلام- (1) أن يغزوهم فقدموا عليه (¬4) معتذرين إليه (¬5) فلم يصدقهم رسول الله (3) حتى نزلت الآية (¬6).
قرأ أبو سعيد الخدري (¬7): {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} قال: هذا نبيكم يوحى إليه وخيار أمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعتوا فكيف بكم اليوم (¬8).
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} عن أنس قال: قيل للنبي -عليه السلام- (¬9): لو أتيت عبد الله بن أُبي، فانطلق إليهم، فركب حمارًا، وانطلق المسلمون يمشون وهي أرض سبخة، فلما أتاه وثار الغبار قال: إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: لحمار رسول الله -عليه السلام- (9) أطيب ريحًا منك، قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه وغضب لكل واحد منهما أصحابه، فكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فأنزل الله هذه الآية.
وعن أبي مالك قال: حيّان من الأنصار بينهما ملاحي وقتال بغير (¬10) سلاح، فأمر الله أن يصلح بينهما.
وعن أبي مالك قال: اقتتل رجلان فأقبل حيّاهما فاقتتلوا بالنعال
¬__________
(¬1) (السلام) ليست في "ي".
(¬2) (الفاسق) ليست في الأصل.
(¬3) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(¬4) في "ب": (إليه).
(¬5) (إليه) من "ب".
(¬6) أحمد (4/ 279) وسنده حسن.
(¬7) (أبو سعيد الخدري) ليست في "ب".
(¬8) الترمذي (3269) صحيح.
(¬9) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (رسول الله صلى الله -عليه السلام-).
(¬10) في "ب": (بلا).

الصفحة 1559