كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
سُورَةُ ق
مكية (¬1). وعن ابن عباس: إلا آية نزلت بالمدينة وهي قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (¬2) وهي خمس وأربعون آية بلا خلاف (¬3).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحْيمِ
{ق} جواب قسَم مقدّم عليه تقديره: قرب الأمر (¬4) {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} وقيل: جوابه {بَلْ عَجِبُوا} مرتّب على كلام سابق تقديره أن النبي -عليه السلام- (¬5) قال قبل نزول السورة (¬6): "اللهم اهدِ قومي" أو المؤمنين قالوا قبل نزولها: والله لو جاءهم آية ليؤمنن بها، أو المشركين قالوا قبل نزولها: ليت جاءتنا آية لنؤمنن بها ليكون قوله: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}
¬__________
(¬1) السيوطي في "الدر المنثور" (13/ 609) عن ابن عباس وابن الزبير.
(¬2) القرطبي (17/ 7) عن ابن عباس وقتادة.
(¬3) انظر "البيان" (231).
(¬4) الأظهر أن جواب القسم إما أن يكون محذوفًا والتقدير: والقرآن المجيد لتبعثنَّ. قاله الزجاج والأخفش والمبرد والفراء. وقيل: الجواب: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ} [ق: 4]، وهو قول بعض البصريين، وقيل الجواب: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [ق: 29] وقيل الجواب: {بَلْ عَجِبُوا} [ق: 2] وهو قول الكوفيين.
[معاني القرآن للزجاج (5/ 41)؛ معاني القرآن للأخفش (2/ 483)؛ معاني القرآن للفراء (753)].
(¬5) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي - صلى الله عليه وسلم -).
(¬6) في "ب": (الآية).