كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

جملة متركبة من قسَم وجواب، وتلك الجملة ردّ لكلام سابق أو ضرب عن كلام سابق، وقيل: جواب القسَم في آخر السورة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى}.
وعن عبد الله بن بريدة قال: {ق} جبل محيط بالأرض من زمردة عليه كنفا السماء (¬1).
{مَرِيجٍ} مختلط ملتبس (¬2).
{وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أضيف إلى نفسه، ويجوز أن يكون الزرع هو الحصيد.
{بَاسِقَاتٍ} طوال، وفي حديث ابن عباس أن عبد المطلب قال لسيف بن ذي يزن: ثبت أصله وبسق فرعه.
وإنما قال {مَيْتًا} لاعتبار المعنى وهو البلد أو المكان.
{أَفَعَيِينَا} الاستفهام للإلزام، والعيا الكلال. {خَلْقٍ جَدِيدٍ} نشأة الأخرى.
قال الفراء: {حَبْلِ الْوَرِيدِ} مضاف إلى نفسه، و {الْوَرِيدِ} عرق بين الحلقوم والعلباوين (¬3) والله تعالى أقرب إلى كل نفس منها إليها (¬4) قائمة بأمره لا بنفسها.
{قَعِيدٌ} قال ابن عباس: قعود (¬5)، وقال الفراء: ويجوز إرادة الجمع بلفظ الواحد كقول موسى: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 16] ويجوز أن
¬__________
(¬1) أخرجه أبو الشيخ (992)، والحاكم (2/ 464)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (13/ 613) إلى ابن المنذر وابن مردويه كلهم عن عبد الله بن بريدة.
(¬2) قاله سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وابن زيد. أخرجه الطبري في تفسيره (21/ 407).
(¬3) لم نجده في معاني القرآن للفراء لكن نقله عنه ابن الجوزي في تفسيره (4/ 159).
(¬4) (إليها) ليست في "ب".
(¬5) رواه الفراء في معانيه بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (3/ 77).

الصفحة 1564