كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إ} قال: هو تحت العرش في رق جلد يكتب عليه (¬1).
{تَمُورُ} تدور وتضطرب {دَعًّا} دفعًا، وهذا إشارة إلى العذاب وهو جزاء قولهم {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} [الحجر: 15].
{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} أدركناهم إياهم. وعن ابن عباس قال: إن الله تعالى ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا لم يبلغوا في العمل لتقرَّ بهم عينه، ثم قرأ {وَالَّذِينَ آمَنُوا (¬2) وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} الآية (¬3).
والمراد بـ (الغلمان) الوصفاء، وتشبيههم باللؤلؤ لفرق بينهم وبين المشبهات بالبيض المكنون، فإن اللؤلؤ العيون والبيض العيون والبطون، فكذلك غلمان الجنة لا ينتفع بهم إلا بالرؤية، وينتفع بالجواري بالرؤية والمجامعة.
{بِكَاهِنٍ} براهب ومنجم وعرّاف.
ولقوله: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} معنيان:
أحدهما: أو وجدوا منفعلين من غير فاعل أم هم فاعلو أنفسهم.
والثاني: أنهم مخلوقون محدثون من لا شيء.
{أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} غير محدثين من لا شيء.
{مِنْ (¬4) مَغْرَمٍ} غرامة، والله أعلم.
...
¬__________
(¬1) ابن جرير (21/ 570).
(¬2) (آمنوا) ليست في "ي" "أ".
(¬3) هناد في الزهد (179)، وابن جرير (21/ 579)، والحاكم (2/ 468).
(¬4) (من) من "أ" "ي".