كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{أَفَتُمَارُونَهُ} أفتجحدونه.
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} قال ابن عباس: رآه بفؤاده موسى (¬1)، وقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين (¬2). قال: وكانت هذه الرؤية ليلة المعراج وهو مرفوع إلى سدرة المنتهى.
قال ابن مسعود: انتهى إليها ما يعرج من الأرض (¬3) وقيل: ينزل من فوق، وقيل: ينتهي علم الخلق إليها لا علم لهم بما فوق ذلك.
{عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إ} جنة من الجنان، وقيل: هي التي تأوي إليها أرواح الشهداء.
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ} في السماء السادسة، قال سفيان: فراش من ذهب.
وعن الضحاك عن ابن عباس {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)} قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬4): "رأيتها حتى أستثبتها ثم حال دونها فراش الذهب" (¬5).
وعن الحسن: غشيها النور من دون النور كجراد الذهب (¬6).
قال الأمير: إنما لم يزغ بصره عن رؤية {آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} لأنه لم يرع فؤاده عن مشاهدة ربه الأعلى وما روي عن عرباض بن سارية قال: رأى رسول الله (¬7) فراشًا من ذهب، ومن زعم أن محمدًا رأى ربه فقد
¬__________
(¬1) مسلم (158) بلفظ: (رآه بفؤاده مرتين).
(¬2) الترمذي (3278)، والصغاني في تفسيره (3/ 252)، وانظر عمدة القاري (15/ 143).
(¬3) الترمذي (3276).
(¬4) (وسلم) ليست في "ي".
(¬5) الطبري (22/ 38)، وأبو يعلى (2656) وسنده ضعيف جدًا.
(¬6) أخرجه مسلم في أفراده (173) من حديث ابن مسعود بلفظ: غشيها فراش من ذهب.
(¬7) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).