كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} اتباعهم الظن عبادتهم على قضية أوهامهم واتباعهم أهواء أنفسهم استباحتهم على قضية شهواتهم {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} القرآن والرسول فلزمهم الإيمان بالقرآن والرسول.
{أَمْ} مرتبة على ألف الاستفهام {لِلْإِنْسَانِ} الكافر {مَا تَمَنَّى} شفاعة الملائكة بغير إذن (¬1) الله تعالى (¬2).
{ذَلِكَ (¬3)} إشارة إلى الظن أو إلى إيثار الحياة الدنيا.
{لِيَجْزِيَ} -عليه السلام- قوله: {فَأَعْرِضْ} أو قوله: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} تقديره: لم يكن لله ما في السموات وما في الأرض إلا (¬4) {لِيَجْزِيَ}.
وعن ابن عباس قال: {اللَّمَمَ} ما بين حد الدنيا والآخرة (¬5)، وسئل ابن عباس عن {اللَّمَمَ} فقال (¬6): إني لم (¬7) أرَ شيئًا أشبه من قول أبي هريرة - رضي الله عنه - (¬8): "كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، ورنا اليد البطش، ورنا الرجلين المشي، وزنا اللسان المنطق، والنفس تهم (¬9) وتمني ويصدق ذلك الفرج ويكذبه" (¬10). ولو شاء الله لم يذكر اللمم بالاستثناء ولكنه أحبّ ترجية المذنبين من المؤمنين.
¬__________
(¬1) في الأصل: (بإذن).
(¬2) (تعالى) من الأصل.
(¬3) (ذلك) من "ي".
(¬4) (إلا) من "ي" "أ".
(¬5) أخرجه الطبري في تفسيره عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (22/ 67)، والبغوي في الجعديات (272).
(¬6) في "ب": (قال).
(¬7) (لم) ليست في الأصل.
(¬8) (رضي الله عنه) من الأصل.
(¬9) في الأصل و"أ": (هم).
(¬10) البخاري (6612)، ومسلم (2657)، والطبري (22/ 62) وغيرهم.