كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

{نَجَّيْنَاكُمْ} خَلَّصْناكم من آلِ فِرْعَوْن من عبودية فرعون وآله، كقوله: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} (¬1) {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (¬2) وقال - عليه السلام -: "إنا آل محمَّدٍ لا تَحلُّ لنا الصدقة" (¬3). وقال: "اللهمَّ صَلِّ على آل أبي أوفى" (¬4). وأصل الآل: الأهْل (¬5)، فقُلبت الهاءُ همزةً، كما في هياك وهَراق ثم أبدل من الهمزة الساكنة ألفًا كآخر وآدم. وتصغير الآل: أُهَيْل إلا عند الكسائي (¬6) (¬7) فإن عنده أُوَيْل (¬8). وآلُ الرجل مَنْ: يؤول إليه ويَؤُلون إليه ويعتمد عليه
¬__________
(¬1) سورة النساء: 54.
(¬2) سورة غافر: 46.
(¬3) الحديث رواه مسلم (2/ 754).
(¬4) الحديث رواه البخاري (1497)، ومسلم (2/ 757).
(¬5) أصل الآل: الأهل هو قول أبي جعفر النحاس فيما حكاه عنه القرطبي (1/ 261).
(¬6) هو الإِمام أبو الحسن شيخ القراءة والعربية علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي الكوفي الملقب بالكسائي لكساء أحرم فيه، قال الشافعي: من أراد أن يتبحَّر في النحو فهو عيال على الكسائي، أحد القراء السبعة، أخذ القراءة عن حمزة الزيات، له عدة تصانيف منها: معاني القرآن، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، ومختصر في النحو، وغير ذلك، وكانت وفاته وهو في صحبة الرشيد بالري سنة تسع وثمانين ومائة عن سبعين سنة.
[سير أعلام النبلاء (9/ 131)؛ تهذيب التهذيب (7/ 275)؛ أبجد العلوم (3/ 39)؛ الفهرست (1/ 44)].
(¬7) معاني القرآن (70).
(¬8) أي: قلبت الهاء همزة، ثم أُبْدِلَت الهمزة ألفًا فجمعت على آلون ثم صُغِّرت على أُوَيْل هذا ما حكاه الكسائي. وأما إضافة "آل" إلى الضمير فمنعه النحاس والزبيدي والكسائي، والصواب - والله أعلم - جواز ذلك وهو ما رجحه القرطبي وابن السيد وغيرهما لأن السماع الصحيح يَعْضُدُه، ومنه قول عبد المطلب:
لاهُمّ إن العبد يم ... نع رَحْلَه فامنع حِلالكْ
وانصر على آل الصليـ ... ب وعابديه اليومَ آلكْ
وقال ندبة:
أنا الفارسُ الحامي حقيقة والدي ... وآلي كما تَحْمِي حقيقةَ آلِكَا

الصفحة 166