كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

سُورَةُ قُرَيْشٍ
سوة لإيلاف:
مكّية (¬1)، وهي خمس آيات في عدد أهل الحجاز (¬2)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللام في {لِإِيلَافِ} لمقدّر، قال الفراء وابن الأنباري: تقديره أعجب (¬3) {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)}، وإنما سمّيت قريش لغلبتهم في الحجاز، وقريش حيوان في البحر يغلب سائر الحيوان فيه (¬4)، وقيل: سمّيت لتقرشهم؛ أي تجمّعهم بمكّة (¬5) بعد ما كانوا تفرّقوا.
¬__________
(¬1) ذكره السيوطي في الدر (15/ 670) عن ابن عباس.
(¬2) انظر: "البيان" (290).
(¬3) أمّا قول الفراء فذكره في معانيه (3/ 293)، وأمّا قول ابن الأنباري فذكره في البيان في إعراب القرآن (ص 455). وذكر ابن الأنباري وجهين آخرين، الأول: أن تكون متعلقة بقوله: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)}، أي لأجل هذا. والثاني: أن تكون متعلقة بقوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}.
(¬4) قاله ابن سيده في المحكم (6/ 157)، وأن هذه الدابة التي هي في البحر لا تدع دابة إلا أكلتها، فجميع الدواب تخافها، ويُنسب هذا القول لابن عباس حكاه عنه ابن الأعرابي في تهذيب اللغة (8/ 321)؛ فقبيلة قريش شبيهة بذلك، ومنه قول الحميري:
وقُريشٌ هي التي تسكن البحـ ... ـر بها سُمِّيَتْ قريشٌ قُرَيْشا
(¬5) قاله ابن سيده في المحكم (6/ 158)، والأزهري كما في تهذيب اللغة (8/ 321).

الصفحة 1765