كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 4)

سُورَةُ النَّاسِ
مكّية (¬1)، نزولها مع نزول "الفلق "، وهي ستّ آيات في غير عدد أهل مكّة والشام (¬2).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{الْوَسْوَاسِ} والوسوسة الصوت الخفي، ومنه وسواس الحلي، والمراد به هاهنا الوسواس، وفحوى الخطاب أن المُوَسوسين من الفريقين جميعًا من الجنّ والإنس.
عن أبي بكر الأنباري في تفسير قوله: {فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} جِنّهم وإنسهم (¬3).
وقال الفرّاء: قال بعض العرب في كلامه فجاء قوم من الجنّ فوقفوا، فقيل لهم: مَنْ أنتم؟ قالوا: أُناس من الجنّ (¬4)، وهذا في ترجمة الثقلين.
وروينا عن ابن عباس في أوّل الكتاب أنّ العالمين الجنّ والإنس واستدللنا على صحته بقوله: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1]
¬__________
(¬1) ذكره السيوطي في الدر (80615) عن ابن عباس.
(¬2) انظر: "البيان" (298).
(¬3) انظر: البيان في إعراب القرآن لابن الأنباريّ (ص 465).
(¬4) ذكره الفراء في معانيه (3/ 302).

الصفحة 1781