كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

يمكن أن نجمع له الكثير من الشعر من خلال كتبه ومؤلَّفاته وما نقله العلماء عنه، ومن هذه المناسبات يقول الباخرزي (¬1): مما أنشدنيه الشيخ أبو عامر للجرجاني في شكاية الزمان وأهله واستيلاء نقصهم على فضله:
أيُّ وقتٍ هذا الذي نحنُ فيه ... قد دجا بالقياسِ والتشبيهِ
كلما سارت العقولُ لكي تقـ ... ـطعَ تيهًا تَغَوَّلَتْ في تِيهِ
وذكر القفطي له بعض الأبيات (¬2):
هذا زمانٌ ليس فيه ... سوى النذالة والجهالهْ
لم يَرْقَ فيه صاعدٌ ... إلا وَسُلَّمُهُ النَّذَالَهْ
وله أيضًا:
لا يُوحِشَنَّكَ أَنَّهُمْ ما ارتاحوا ... مما جلاه عليهم المُدَّاحُ
فَهُمُ كقومٍ عُلِّقَتْ بِإِزَائِهِمْ ... بيضُ المرائي والوجوهُ قباحُ
وله في اليأس من الناس:
خَلَعَ الناسُ إهابا ... وَتَبَدَّوا في إهابِ
وأرى نفسيَ تأبى ... غيرَ ما كان ثيابي
إنَّ إترابًا من الما ... لِ بِلَثْمٍ للترابِ
ليسَ من خيم كريـ ... ـمِ الخيمِ والمحض اللُّبَابِ
ليس بالإقبالِ مانيـ ... ـلَ تقبيل الكلابِ
إنَّ باغي الربح والخسـ ... رانِ في بابٍ وبابِ
تاجرٌ غيرُ بصيرٍ ... بمقاديرِ الحسابِ
وعامة شعره يدور حول الزهدِ في الدنيا والتحقير من شأنها ونقل صورة واقعية عن حياة الناس وجشعهم في الدنيا وشيء من الحِكَمِ والعبر،
¬__________
(¬1) شذرات الذهب (3/ 341)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 242).
(¬2) دمية القصر (2/ 18).

الصفحة 28