كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

{وَإِسْمَاعِيلَ} هو نبيُّ اللهِ ابن خليلِ اللهِ من أم (¬1) ولدِه هاجر القبطية. وقبط (¬2) من ولد حام، وإسماعيل - عليه السلام - أول من تكلَّمَ العربية المهذبة من جميع الناس. وقيل من: أولاد أرغو بن عابر (¬3). {أَنْ طَهِّرَا} (أن) لتفسير العهد (¬4). والطهارة ضد: النجاسة، والطاهر: النقي (¬5)، وقيل: المراد بتطهير (¬6) البيت تطهيره عن وضع الأصنام فيه. ويحتمل على العموم عن كل ما لا يجوز فيه. {بَيْتِيَ} أضاف إلى نفسه تشريفًا وتعظيمًا مثل: عبد الله وناقة الله.
{لِلطَّائِفِينَ} الطواف قريب من الدوران، وهاهنا يحتمل ثلاثة معانٍ: الطواف المعهود المشروع والسياحة وهي غير العكوف، والتعهد ومنه سمي الخادم طائفًا، قال الله تعالى: {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} (¬7). والبعض قريب من بعض. والعكوف هو: الإقامة وفيه معنى اللزوم. {وَالرُّكَّعِ} جمع راكع مثل: خاشع وخشَّع و {السُّجُودِ} جمع ساجد مثل: شاهد وشهود.
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} نزلت في دعوة إبراهيم لأهل مكة. ذكر الواقدي (¬8)
¬__________
(¬1) في "أ": (ابن).
(¬2) في "أ": (قبطه).
(¬3) في "أ": (عامر).
(¬4) أي أنها تفسيرية لقوله "عهدنا" وهو متضمن معنى القول لأنه بمعنى أمرنا أو وصَّينا، فهي بمنزلة "أي" التفسيرية، وقيل "أَنْ" مصدرية والأصل: بأنْ طهرا، ثم حذفت الباء.
(¬5) في "أ": (والظاهر النفي) وهو خطأ.
(¬6) في "أ": (بتطهر).
(¬7) سورة النور: 58.
(¬8) محمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي، صاحب التصانيف المشهورة والتي من أشهرها: كتاب المغازي قال عنه الذهبي في السير (9/ 454): أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه. ولد 130 هـ وقال الإمام مسلم: متروك الحديث، وقال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال إسحاق بن راهويه: كان ممن يضع الحديث. وليس للواقدي حديث في الكتب الستة إلا حديثًا واحدًا عند ابن ماجه في كتاب الصلاة - باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة، ولفظه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال على المنبر: "ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته"، =

الصفحة 289