كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
الفلاة: مفازة، واللديغ: سليمًا. وقال غيره: الحنف: الميل، والأحنف: الذي في قدميه ميل. والحنيف: المائل إلى الحق كالعادل. قال الضحاك: الحنيف: المسلم، وإذا كان معه لفظ المسلم فمعناه الحاج. وقال أبو عبيدة: كان الحنيف في الجاهلية من كان على دين إبراهيم وسمي من اختتن وحج البيت [حنيفًا] (¬1) لما تناسخت السنون فكانوا يعبدون الأوثان ويقولون: نحن حنفاء على دين إبراهيم. والحنيف الذي نعرف اليوم هو المسلم.
{وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي: ما كان مشركًا ويحتمل أنه قال: لنفي الموالاة بينه وبين من تولى به من مشركي العرب واليهود والنصارى والمجوس. والإشراك: نصب الشريك، والشريك هو المساهم في الحق.
في قوله (¬2): {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} تعليمٌ من الله عبادَهُ كيف يؤمنون وكيف يردّون قول اليهود والنصارى {كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى}. و (ما) بمعنى "الذي"، في محل الخفض على العطف، والأسباط أولاد يعقوب، واحده سِبْط. قال الأزهري: اشتقاقه من السَّبَط وهو شجرةٌ كبيرةُ الأغصانِ، فجرى هذا الاسم في أولادهم مجرى القبيلة في أولادِ إسماعيل.
فذكر القتبي (¬3): أن ما أُنزل من السماء (¬4) على الأنبياء من الكتاب (¬5) مائة كتابٍ وأربعة كتب على شيت خمسون صحيفة، وعلى إدريس ثلاثون صحيفة (¬6) وعلى إبراهيم عشرون صحيفة (¬7)، وعلى موسى التوراةُ وعلى داود الزبورُ، وعلى عيسى الإنجيلُ، وعلى نبيِّنا القرآنُ، صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين.
وذكر أيضًا: أنَ الله تعالى أنزل على آدم تحريم الميتة والدم ولحم
¬__________
(¬1) الكلمة أثبتناها من عندنا.
(¬2) (في قوله) ليس من "ب".
(¬3) (القتبي) ليس من "ن".
(¬4) (من السماء) زيادة من "ب".
(¬5) (على الأنبياء من الكتاب) ليس في "ب".
(¬6) (صحيفة) ليس من "ب".
(¬7) (وعلى إبراهيم عشرون صحيفة) ليس من "ب".