كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
ثم قال
... إذًا لقام بنصري معشر حشف (¬1)
{يَعْرِفُونَهُ} عن قتادة والربيع (¬2) أن الهاء راجعة إلى البيت أو المسجد، وقيل: كناية عن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، قال عبد الله بن سلام: إني لأعرف بمحمد من يزيد ابني، فقال له عمر بن الخطاب: وكيف ذلك؟ قال: لأني لستُ أشك في محمَّد ونعته وصفته أن نبي ولعل والدة يزيد أحدثت، فقبل عمر رأسه وقال: وفقك الله يابنَ سلام (¬4)، والأظهر أنها في شأن البيت أو المسجد وما في الأنعام في شأن نبينا، وإنما عمَّهم بالمعرفة وخصَّ فريقًا بالكتمان؛ لأنهم كانوا جماعة لا يمكن تواطؤهم على الكذب فكتم فريق ولم يكتم فريق مثل عبد الله بن سلام وكعب (¬5)
¬__________
(¬1) قال ابن حجر في الفتح (293): (ويحتمل أن تكون "إذا" زائدة كما قال أبو البقاء في قول الحماسي:
... إذًا لقام بنصري معشر خشن
في جواب قوله: لو كنت من مازن).
(¬2) ذكره القرطبي في تفسيره (2/ 162) عن ابن عباس وابن جريج والربيع وقتادة. وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (1/ 158) عن أبي العالية وقتادة والسدي ومقاتل، وروي عن ابن عباس أيضًا.
وقد رواه الطبري في تفسيره (2/ 25)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 255) بدون سند، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 147) لعبد بن حميد.
وعن الربيع رواه الطبري في تفسيره (2/ 26)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 255) بدون سند.
(¬3) في "ب ": (صلى الله عليه وسلم).
(¬4) هذا الأثر ذكره القرطبي في تفسيره (162/ 2) ولم يعزه، وعن القرطبي نقله ابن كثير (1/ 207). وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 147) عن الثعلبي من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن ابن عباس. وسنده تالف بسبب السدي الصغير والكلبي وليس فيه (فقبل عمر رأسه).
(¬5) هو كعب الأحبار: كعب بن ماتع الحميري، كنيته أبو إسحاق، أدرك الجاهلية وكان قد قرأ الكتب. وأسلم في خلافة عمر بن الخطاب، قدم المدينة ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى توفي بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان - رضي الله عنه -.