كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

ووهب (¬1) ووفد الحبشة، والمعرفة علم بتمييز الذهن، وقيل: تلخيص نقيضه العلم (¬2) لقوله عليه الصلاة (¬3) والسلام: "تعرَّف إلى الله فى الرخاء يعرفك في الشدة" (¬4). وقيل: سكون النفس إلى ما وقع به العلم، لقولهم: النفس عروف (¬5)، وضد المعرفة الإنكار، ولذلك أوجب أبو حنيفة معرفة في الإيمان (¬6).
¬__________
= [صفوة الصفوة (4/ 203)، تهذيب التهذيب (8/ 393) " الإصابة (5/ 647)؛ الطبقات الكبرى (7/ 445)].
(¬1) هو الإمام العلَّامة الأخباري القصصي وهب بن منبه أبو عبد الله اليماني الصنعاني. ولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين، كان ينزل ذمار على مرحلتين من صنعاء، وكان ممن قرأ الكتب ولزم العبادة وواظب على العلم، قال العجلي: تابعي ثقة، وكان على قضاء صنعاء، ومكث مدة يصلِّي الفجر بوضوء العشاء لتشميره في العبادة، مات سنة ثلاث أو أربع عشرة ومائة وهو ابن ثمانين سنة.
[الثقات (5/ 487)؛ تهذيب التهذيب (11/ 147)؛ رجال مسلم (2/ 305)؛ تهذيب الأسماء (2/ 438)؛ سير أعلام النبلاء (4/ 544)].
(¬2) قال الجرجاني في "التعريفات" (283): (المعرفة ما وضع ليدلَّ على شيء بعينه وهي المضمرات والأعلام والمبهمات وما عرف باللام والمضاف إلى أحدهما، والمعرفة أيضًا: إدراك الشيء على ما هو عليه، وهي مسبوقة بجهل بخلاف العلم؛ ولذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف). اهـ.
(¬3) (الصلاة) من "ب".
(¬4) هذه إحدى روايات حديث ابن عباس المعروف: "احفظ الله يحفظك ... " رواها الطبراني في الكبير (11560)، وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير (4/ 55)، وعبد بن حميد في مسنده (636)، وهنا وفي "الزهد" (536) وأبو يعلى الموصلي في "معجمه" (96)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 314)، والخطيب في تاريخه (14/ 124)، وفي "الفصل الوابل" (2/ 861)، والخليلي في "الإرشاد" (1/ 391)، والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 397،178)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1074، 10000)، واللالكائي في "شرح أصول الإيمان" (1095).
(¬5) وتكملته "وما حملتها تتحمل" كما في تفسير القرطبي (2/ 415). وجاء في لسان العرب (9/ 239): (والعروفة الصابر، ونفس عروف حاملة صبور إذا حملت على أمر احتملته). أهـ.
(¬6) انظر في ذلك: أصول الدين عند الإِمام أبي حنيفة للدكتور محمَّد بن عبد الرحمن الخميس في الباب لثالث: اعتقاده في الإيمان 352، دار صميعي.

الصفحة 317