كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
وعند الشافعي (¬1) (¬2) واجب يلزمه العود لها.
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ} لما ذكرنا كتمان اليهود أمر القبلة وغيره من الحق وهددهم على ذلك أتي بتصريح عقوبتهم لاتِّعاظ (¬3) السعداء.
و {الْبَيِّنَاتِ} جمع بيِّنة، وهي المتضحة وهي صفة للآية و (لعنة اللاعنين) دعاؤهم باللعن والسحق، والمراد بهم: الملائكة عن قتادة (¬4) والربيع (¬5)، والبهائم عند احتباس المطر عن مجاهد (¬6) وعكرمة (¬7)، وما سوى الثقلين حين يصيح الكافر في قبره عن السدي (¬8)، والمتلاعنون (¬9) إذا
¬__________
= وهو قول مالك في العتبية. كما في القرطبي (2/ 183) في حين أنَّ الجرجاني معروف أنَّه شافعي المذهب كما في السير (18/ 432)، والعبر (3/ 277) للذهبي، والصفدي في "الوافي" (19/ 49)، وترجم له السبكي في طبقاته (2/ 491).
(¬1) هو محمَّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، الإِمام، عالم عصره، ناصر الحديث، فقيه الملة، وهو القرشي المطلبي المكي نزيل مصر، قال أحمد: إن الله تعالى يقيِّض للناس في رأس كلِّ مائة سنة من يعلِّمهم السنن وينفي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكذب، فنظرنا فإذا رأس المائة عمر بن عبد العزيز، ورأس المائتين الشافعي، من تصانيفه "الأم" و"الرسالة" ومن أقواله: "الفتوة حلي الأحرار"، و"من تزين بباطل هتك ستره"، و"أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلًا من لا يرى فضله". ولد سنة مائة وخمسين هجرية. قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات، مآثره عظيمة، وحكمه جسيمة، وهو سيد الفقهاء. مات في آخر رجب سنة أربع ومائتين.
[سير أعلام النبلاء (10/ 5)؛ طبقات الحفاظ (1/ 157)؛ تهذيب التهذيب (9/ 23)؛ تهذيب الأسماء واللغات (1/ 67)].
(¬2) ذهب الشافعي وأحمد إلى ركنيته وهو المشهور من مذهب مالك. انظر: القرطبي (183/ 2).
(¬3) في "أ" "ي": (لإيقاظ).
(¬4) عزاه القرطبي لقتادة (2/ 186)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (1/ 165).
(¬5) عزاه القرطبي للربيع (2/ 186).
(¬6) عن مجاهد عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 162) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وسعيد بن منصور.
(¬7) عن عكرمة عزاه السيوطي في الدر (1/ 162) لعبد بن حميد وابن جرير.
(¬8) ابن جرير في تفسيره (2/ 56) عن السدي عن البراء بن عازب.
(¬9) في "أ": (الملاعنون).