كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
{فَنَتَبَرَّأَ} منصوب على جواب التمني (¬1) بالفاء (¬2)، وقوله: {كَذَلِكَ} أي كما أخبرناك {أَعْمَالَهُمْ} أي جزاء أعمالهم، وقيل: أعمالهم التي أحصاها بأعيانها، {حَسَرَاتٍ} جمع حسرة، وهي أشد الندامة يجعل صاحبها كليلًا حسيرًا، وقيل: هي كشف الندامة من قولك: حسر عن ذراعه (¬3)، وذلك يكون في الحالة الثانية لأنهم يسرُّون الندامة عند رؤية العذاب.
{مِمَّا فِي الْأَرْضِ} إن جعلتها للتبعيض أو أقمتها مقام شيء، والآية محتملة موقوفة على التفسير، قاله (¬4) الفراء، وعن الأخفش قريب منه، وإن جعلتها صلة فالآية عامة بعوض التخصيص {حَلَالًا} نصب على الحال أو القطع (¬5)
¬__________
(¬1) في "أ": (النهي).
(¬2) قوله: {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} منصوب بعد الفاء بـ "أَنَّ" مضمرة في جواب التمني الذي أشربته "لو" ولذلك أُجيبت بجواب "ليت" الذي في قوله: "يا ليتني كنت معهم فأفوز" وإذا أشربت معنى التمني فإنها تحتاج إلى جواب وهو مقدر في الآية، والتقدير: لتبرَّأنا. وقيل: الفعل منصوب ب "أنْ" مضمرة على تأويل عطف اسم على اسم وهو "كَرَّة" والتقدير: لو أنَّ لنا كرةً فنتبرّأ. فهو كقول الشاعر [ينسب لميسون بنت بحدل]:
لَلُبْس عباءةٍ وتَقَرَّ عيني ... أَحَبُّ إِلَيَّ من لُبْسِ الشُّفُوفِ
وقال أبو البقاء: "فنتبرأ" منصوب بإضمار "أن" تقديره: لو أن لنا أن نرجع فنتبرأ.
[الإملاء (1/ 74) - البحر (1/ 374) - الأشموني (4/ 32) - الدر المصون (2/ 219)].
(¬3) في "ب": (ذراعيه).
(¬4) في الأصل: (قال).
(¬5) في "حلالًا" خمسة أوجه إعرابية:
الوجه الأول: أنها حال، وهو الذي ذكره المؤلف.
الوجه الثاني: أن تكون مفعولاَ به لـ "كُلوا".
الوجه الثالث: أنها نعت لمفعول محذوف، والتقدير: شيئًا أو رزقًا حلالًا - ذكره مكي في كتابه المشكل (1/ 80) واستبعده ابن عطية.
الوجه الرابع: أن ينتصب على أنه نعت لمصدر محذوف، التقدير: أكلًا حلالًا. ذكره أبو البقاء.
الوجه الخامس: أن يكون حالًا من الضمير العائد على "ما"، قاله ابن عطية.
وأما "طيبًا" ففيها ثلاثة أوجه إعرابية:
أحدها: أن يكون صفة لـ "حلالًا". =