كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
والميتة غير الزكيَّة حكمًا، وما مات حتف أنفه في اللغة {وَالدَّمَ} السائل إذا أُسْفِح السفح، والمراد ب (لحم الخنزير) كله، وتخصيص الثلاثة بالتحريم مع بقاء محظوره على الأصل للتأكيد كما في نهي الظلم {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} أي تسمية الأوثان عند الذبح والإهلال، (الاضطرار) المجاعة عند العجز عن غيره كما قال: {فَمَنِ (¬1) اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ} و {غَيْرَ} نصب على الحال، و (البغي) الطلب ههنا ابتغاء المحظور عمدًا وظلمًا على نفسه (¬2)، و (العدْو) مجاوزة الحد، وههنا عدو حد الاضطرار، والتناول بعد الاستغناء عن السدي والمؤرخ وابن عرفة والأزهري، وقيل أن يكون سفره في معصية من ظلم أو عدوان، والأول أصح، و (الإثم) الجناح.
{وَيَشْتَرُونَ} (¬3) بما أنزل الله وإنما قال: {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا (¬4)} لأنه ردّ الكلام إلى المعنى وهو التحصيل. قال -عليه السلام-: "إنَّ المؤمن يأكل في مِعىً (¬5) واحد، والمنافق يأكل في سبعة أمعاء" (¬6)، وقال الشاعر:
كلوا في نصف بطنِكمو (¬7) تعفوا ... فإنَّ زمانكم زمن خميص (¬8)
¬__________
= الجمهور على أن "ما" كافة مهيئة لأنَّ في الدخول على هذه الجملة الفعلية والفاعل ضمير يعود على الله -عَزَّ وّجَلَّ-، و"الميتةَ" مفعول به.
[البحر (1/ 486) - القرطبي (2/ 216) - الشواذ ص 11 - الدر المصون (2/ 235)].
(¬1) في الأصل: (من).
(¬2) (نفسه) لا توجد في الأصل و"أ".
(¬3) في "ب". (تشترون).
(¬4) (نارًا) من "أ".
(¬5) في الأصل "ي": (معاء).
(¬6) البخاري (5078، 5081، 5082)، ومسلم (2060).
(¬7) في الأصل: (بطونكم).
(¬8) البيت من الوافر، وقد ذكر غير منسوب في زاد المسير لابن الجوزي (1/ 28)، وشرح أبيات سيبويه (1/ 374)، وخزانة الأدب (7/ 537)، وشرح المفصل (5/ 8)، والكتاب (1/ 210)، والمقتضب (2/ 172)، وهمع الهوامع (1/ 50).