كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

مجاهد (¬1) يتوهم أن رمضان من أسماء الله لاحتمال كونه اسمًا لفاعل الرمضا أو الرمض أو الرميض من حيث أنه معدول، والرمضا الرمل الحارُّ المحترق، والرمض من فعل الطبائع، والرميض الحادّ بالدال، يقال: رمضت الفصال إذا بركت من شِدَّة حرِّ الرمضا، ويقال: سكتتين رميض، ولم يصرف رمضان للعدول والشهرة (¬2).
{أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} افتتاح الإنزال فيه، حيث كان يتحنث فيه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) في حراء، وعن ابن عباس أنَّ القرآن كلَّه أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضالن، ثم أنزل نجومًا (¬4) في ثلاث وعشرين سنة (¬5).
¬__________
=والوجه الثالث: أن يكون بدلًا من قوله: "الصيام " أي كتب عليكم شهر رمضان، وهو قول الكسائي.
وعلى قراءة النصب: فإما أن يكون منصوبًا بإضمار فعل التقدير: صوموا شهر رمضان، أو يكون بدلًا من قوله: "أيامًا معدودات"، أو منصوب على الإغراء كما ذكره أبو عبيدة والحوفى.
[معاني القرآن للفراء (1/ 112) - معاني القرآن للأخفش (1/ 159) - البحر المحيط (2/ 39) - ابن عطية (1/ 515) - الكشاف (1/ 336)].
(¬1) رواه ابن جرير (2/ 144)، وذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 310) بدون سند، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 183) لوكيع، وروي كذلك عن محمَّد بن كعب القرظي وسعيد بن أبي هريرة قريبًا منه.
(¬2) في سبب تسميته ب "رمضان" أربعة أقوال:
القول الأول: أنه وافق مجيئه في الرمضاء، وهي شدة الحر، فسمي بذلك.
القول الثاني: قيل لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها أي يمحوها.
القول الثالث: قيل: لأن القلوب تحترق فيه من الموعظة.
القول الرابع: قيل: هو من قولهم: رمضتُ النصلَ إذا دققته بين حجرين ليرقَّ. وكان اسمه في الجاهلية "ناتقًا" ومنه قول المفضَّل:
وفي ناتقٍ أجْلَتْ لدى حومةِ الوغى ... وولَّت على الأدبار فرسان خُثْعَمَا
وهو مصدر رَمِضَ إذا احترق من الرمضاء كما قال الزمخشري.
[الكشاف (1/ 336) - البحر المحيط (2/ 26) - الدر المصون (2/ 280)].
(¬3) (صلى الله عليه وسلم) من "ب" "أ".
(¬4) في "أ": (أنجومًا).
(¬5) أثر ابن عباس - رضي الله عنهما - أخرجه الطبري في تفسيره (3/ 190) وابن أبي شيبة في مصنفه (10/ 533)؛ وأبو عبيد في الفضائل ص 222، والنسائي في السنن الكبرى (7990) وغيرهم.

الصفحة 347