كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

وعنه -عليه السلام- (¬1) "أن جبريل -عليه السلام- كان يعارضه بالقرآن في شهر رمضان كل سنة مرة وعارضه عام وفاته مرتين" (¬2). وتلك المعارضة نوع إنزال أيضًا لإفادة الأحرف السبعة، والقرآن اسم من القراءة وهو في الأصل مصدر كالرجحان والخسران (¬3)، وقد اختصَّ بالمنزل على نبينا-عليه السلام- (¬4) وإنْ كان مشتقًا كاختصاص اسم الرحمن باللهِ (¬5)، و {الْقُرْآنُ} في اللغة الضم والجمع، قال:
ذراعي عيطل أدماء بكر ... هجان اللون لم تقرأ جنينا (¬6)
{وَالْفُرْقَانِ} الحكم الفاصل، ولذلك عطفه على {الْهُدَى}، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه خرج عام الفتح صائمًا في شهر رمضان، فلما بلغ الكديد أفطر وأمر بالإفطار" (¬7) واسم السفر في اللغة يشمل أيّ (¬8) خروج من الوطن ولو مدَّة ساعة إذ (¬9) اشتقاقه من سفارة السفير أو الإسفار وهو الظهور، وفي الشرع مختصٌّ بمدة ثلاثة أيَّام، والمراد بالإرادة رفع مشيئة الآخر وهي أخصّ في المرادات من المشيئة وهي تستعمل بمعنى المشيئة
¬__________
(¬1) في "ب": (صلى الله عليه وسلم) وفي "ي": (عليه) بدون السلام.
(¬2) رواه مسلم (2450).
(¬3) القرآن: مصدر "قرأت" ثم صار علمًا لما بين الدفتين، والدليل على أنه مصدر في الأصل قول حسان في عثمان - رضي الله عنهما -:
ضَحَّوا بأشمط عنوانُ السجودِ بهِ ... يُقَطَّعُ الليلَ تسبيحًا وقُرآنا
وقيل: هو مشتقٌّ من قَرَيْتُ الماءَ في الحَوضِ أي جَمَعْتُهُ.
[البحر (2/ 40) - ديوان حسان ص 469 - الدر المصون (2/ 469)].
(¬4) (السلام) ليست في "ي".
(¬5) في الأصل "ب": (من الله).
(¬6) البيت لعمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته. انظر: شرح المعلقات السبع للزوزني ص 129، وانظر: تهذيب اللغة (9/ 271)، ولسان العرب (1/ 124).
والعيطل: الطويل العنق من النوق. والأدماء: البيض منها.
(¬7) رواه البخاري (1842، 2794، 4026)، ومسلم (1113).
(¬8) في "ب": (إلي).
(¬9) في "ي" "أ": (إذا).

الصفحة 348