كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
لا تعبدون إلهًا غير خالِقِكم ... فإن دُعيتم فقولوا دونَه حدَدُ
{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} نزلت فيمن لأخيه عليه مال ولا بينة له عليه (¬1)، وقيل: في امرؤ القيس بن عابس (¬2) (¬3) الكندي خاصمه عبدان بن ربيعة (¬4) (¬5) الحضرمي في أرض فاختصما إلى النبي -عليه السلام- (¬6) وأراد الكندي أن يحلف فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ (¬7) اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} فأبى
¬__________
= والتنبيهه والإيضاح (2/ 17) - وتاج العروس "حدد" (8/ 7)، وتهذيب اللغة "حدد" (3/ 422).
(¬1) وسبب النزول هذا مرويُّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما - أخرجه الطبري (3/ 277) وابن أبي حاتم (1/ 321).
(¬2) امرؤ القيس بن عابس بن المنذر الكندي. وهو ممن ثبت على الإسلام في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن ارتدَّ كثير من قومه، وهو معدود في الصحابة -رضي الله عنهم -. سكن الكوفة وله قصيدة يحرِّض فيها قومه على الثبات على الإسلام، ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة.
[الإصابة (1/ 100)؛ أسد الغابة (1/ 137)؛ معجم الصحابة للبغوي (1/ 239)؛ معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 438)].
(¬3) في جميع النسخ: (عايش) وهو خطأ، والتصليح من المصادر.
(¬4) لم أجد ترجمة لهذا الاسم، وإنما وجدتُ للاسم الذي ذكره ابن حجر، حيث ذكر أن القصة التي كانت بين امرئ القيس بن عابس الكندي وبين آخر أنه هو: عيدان بن أشوع الحضرمي. [انظر الإصابة (4/ 760)].
وورد في صحيح مسلم حديث الاختصام هذا (139) أنه حصل بين امرئ القيس بن عابس الكندي وبين ربيعة بن عبدان، وذُكر أيضًا أنه ربيعة بن عيدان وهو ابن ذي العرف بن وائل بن ذي طواف الحضرمي ويقال: الكندي. [انظر: الإصابة (2/ 471)]. قال ابن حجر في الإصابة (2/ 471): قال أبو سعيد بن يونس: شهد ربيعة بن عيدان بن ربيعة الأكبر بن عيدان الأكبر بن مالك بن زيد بن ربيعة الحضرمي فتح مصر وله صحبة، وليست له رواية نعلمها، وسيأتي له ذكر في عيدان بن أشوع.
(¬5) في "العجاب" لابن حجر العسقلاني ص 266 قال: (نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عيدان بن أشوع الحضرمي، وذلك لأنهما احتكما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أرض، فكان امرؤ القيس المطلوب وعيدان الطالب، فأنزل الله تعالى هذه الآية فحكم عيدان في أرضه ولم يخاصمه) ولذا فإن في جميع النسخ عيدان بن أشوع الحضرمي وليس كما ذكره المؤلف - ابن ربيعة-.
[انظر: أسباب النزول للواحدي ص 53 - القرطبي (2/ 335) - ابن أبي حاتم (1/ 321) - الخازن (1/ 119)].
(¬6) في "ب": (صلى الله عليه وسلم).
(¬7) في الأصل "ب": (عهد) وهو خطأ.