كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
أن يحلف فحكم عبدان في أرضه (¬1)، وعن ابن عباس والحسن وقتادة: نزلت في الوديعة تكون عند رجل ولا بينة عليه بالباطل بالكسب الباطل كالغصب (¬2) ونحوه، والواو عند البصريين للجمع وعند الكوفيين للصرف (¬3)، قال:
لاتنهَ عن خُلُقٍ وتأتي مثلَهُ ... عارٌ عليكَ إذافعلتَ عظيمُ (¬4)
{بِهَا} أي بالحجة، يقال: أدلى بحجته، ويقال: (بالأموال) أي الرشوة، أي: لا تتوسلوا {بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} وفي حديث عمر حيث استسقى وقد دلونا به إليك توسلنا بالعباس (¬5) قدس الله روحه (¬6)، وأصل
¬__________
(¬1) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره (1702)، وابن الجوزي في زاد المسير (1/ 194)، والقرطبي (2/ 338).
(¬2) أما عن ابن عباس فرواه الطبري في تفسيره (3/ 277)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 331) بدون سند.
(¬3) أي الواو في {وَتُدْلُو} وعلى هذا يتخرج ثلاثة أوجه إعرابية فيها:
الوجه الأول: أنه مجزوم عطفًا على ما قبلهويؤيده قراءة أُبَيّ: {ولا تدلوا} بإعادة لا الناهية.
الوجه الثاني: أنه منصوب على الصرف وهو مذهب الكوفيين.
الوجه الثالث: أنه منصوب بإضمار "أنْ" في جواب النهي، وهذا مذهب الأخفش وجوَّزه ابن عطية والزمخشري وأبو البقاء.
[البحر (2/ 56) - ابن عطية (1/ 530) - معانى القرآن للأخفش (1/ 160) - الكشاف (1/ 340) - الإملاء (1/ 84)].
(¬4) البيت مختلف في نسبته، فهو منسوب للطرماح كما عند ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" (24/ 467). وكذا هو منسوب لابن السماك الواعظ كما في ابن عساكر (34/ 159) وقال صاحب "الخزانة" (8/ 564) أنه لأبي الأسود الدؤلي، ونسبه سيبويه في "الكتاب" (3/ 42) للأخطل، ونسبه الآمدي في "المؤتلف والمختلف" ص 273 للمتوكل الليثي. وعزاه الحموي في "معجم البلدان" (5/ 55) للمتوكل الليثي.
(¬5) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم النبي - صلى الله عليهوسلم -، يكنى أبا الفضل، يقال أنه أسلم قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه، ثم أظهر إسلامه يوم فتح مكة، وشهد حنينًا والطائف وتبوك، وكان العباس أجود قريش كفًا وأوصلها رحمًا، ذا رأي حسن ودعوة مرجوة. وتوفي سنة اثنتين وثلاثين قبل قتل عثمان بسنتين، فصلَّى عليه عثمان ودُفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل: أكثر.
[الاستيعاب (2/ 810)؛ تقريب التهذيب (293)؛ تهذيب التهذيب (5/ 107)؛ الإصابة (3/ 631)].
(¬6) التقديس يطلق في اللغة على معنيين، ففي حق الله أطلق وكان بمعنى التنزيه، =