كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

نعت لاسم مضمر وهو العيشة أو الحالة {لَهُمْ نَصِيبٌ} ثواب أعمالهم (¬1) وهو الخلاف المنفي في الآية الأولى و (النصيب) الحظ والقسم و (السرعة) ضد البطء، والمراد بـ (الحساب) عد الأعمال. روي أن الله تعالى يحاسب الكل مرة واحدة لا يشغله حساب عن حساب، وينتهي الحساب في مقدار حَلبة شاة (¬2)، وروي في مقدار فواق ناقة، وروي في مقدار لحظة.
{وَاذْكُرُوا اللهَ في أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} نزلت في الإقامة بمنى (¬3) لذكر الله -عَزَّ وَجَلَّ- وفي حكم النفر وأيام مني هي المعدودات ثلاثة بعد اليوم العاشر الذي هو آخر الأيام المعلومات، وأيام النحر ثلاثة أيام أولها آخر الأيام المعلومات وآخرها الثاني من المعدودات أفضلها أوَّلها، وأخذ في تفسير المعلومات والمعدودات بقول ابن عباس (¬4) وابن عمر (¬5) وفي توقيت النحر بقولهما وبقول علي (¬6) وأنس -رضي الله عنهم - (¬7).
{فَمَنْ تَعَجَّلَ في يَوْمَيْنِ} وهو أن يرمي الجمار يومين بعد يوم النحر وينفر مع النفر الأول، واختلفوا في رفع الإثم، قيل: هو التخيير بين الأمرين كما نقول: من أفطر في (¬8) السفر فلا حرج عليه ومن صام فلا حرج عليه، وقيل: وجب الرمي ثلاثة أيام بقوله: {وَاذْكُرُوا اللهَ في أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} فلما أباح التعجُّل في اليومين خرج اليوم الثالث من الوجوب،
¬__________
(¬1) في الأصل: (لعمالهم).
(¬2) ذكره القرطبي (2/ 435).
(¬3) في الأصل: (تمنى).
(¬4) تفسير الطبري (3/ 550)، وابن أبي حاتم (1895)، وفسرها ابن عباس -رضي الله عنهما - بأنها أيام التشريق الثلاثة بعد النحر.
(¬5) تفسير ابن أبي حاتم (2/ 361) بدون سند، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 234) للفريابي وابن المنذر وابن أبي الدنيا.
(¬6) تفسير ابن أبي حاتم (1894)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 234) لعبد بن حميد وابن أبي الدنيا.
(¬7) العبارة في "ب": (علي -رضي الله عنه- وأنس).
(¬8) في "أ": (أفرط السفر).

الصفحة 370