كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
التفصيل فالخصام جمع خصم نحو كلب وكلاب، والمخاصمة قريب من المحاجَّة.
{سَعَى} ذهب {وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} قيل أنه بيَّت قومًا من الطائف كان بينه وبينهم جدال بعد ما رجع من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فقتل مواشيهم وأحرق زروعهم (¬2) (¬3)، وقيل لم يحرق إلا كدسًا واحدًا من الشعير ولم يعقر إلا حمارًا واحدًا (¬4) {وَالنَّسْلَ} الذرية {أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} طالبته المنعة وحملته عليه، كما نقول: أخذ فلان فلانًا بحقِّه أي طالبه به {فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ} جزاؤه جهنم أخذت من التجهم وهو النكرة. قال رؤبة: رُكيَّة جِهِنَّام أي: بعيدة القعر (¬5)، وقال يونس: اسم أعجمي (¬6)، وقال أبو عبيدة: جهنم إنما لا ينصرف لأنه اسم مؤنث زاد على ثلاثة أحرف، والمراد به دار العذاب التي أعدَّ الله لأعدائه في الآخرة {وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} الوطاء الفراش، قال الله تعالى: {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} وأصل المهد التوثير.
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ} نزلت في كل مؤمن معناها صفته، والله تعالى جمع بين صفة المنافقين والمؤمنين على سبيل التنويع والإطباق
¬__________
= ورجل ألد وامرأة لَدَّاءُ والجمع لُدٌّ كحُمْر. وفي اشتقاقه أقوال؛ منها: أنه مأخوذٌ من لُدَيْدَي العُنق وهما صفحتاه قاله الزجاج، وقيل: مأخوذ من لُدَيدَي الوادي وهما جانباه.
[الكامل (1/ 37) - القرطبي (3/ 16) - معاني القرآن للزجاج (1/ 267)].
(¬1) (صلى الله عليه وسلم) من "ب".
(¬2) لم أجد أنه بيت قوم من أهل الطائف، ولكنَّ رواية الواحدي السابقة أنه مرَّ بزرع لقوم من المسلمين وحُمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله الآية كما مرَّ ذكره قبل قليل.
(¬3) في الأصل: (زروتهم).
(¬4) لم أجد هذه الرواية التي تذكر كدسًا واحدًا وحمارًا واحدًا. والمثبت ما أثبتناه في سبب النزول.
(¬5) ذكره النووي في تهذيب الأسماء (3/ 56)، وابن الجوزي في زاد المسير (1/ 222)،
والأزهري في تهذيب اللغة (6/ 515).
(¬6) ذكره النووي في تهذيب الأسماء (3/ 56)، والأزهري (6/ 515)، وابن منظور في لسان العرب (12/ 112). ويونس هو ابن حبيب شيخ سيبويه ذهب إلى أن جهنم اسم أعجمي وعربت وأصلها كُهْنَام. وقيل: بل هي عربية.