كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

يقتضي نفيًا دون نفي، إذ المنفي به مراد إثباته في المستقبل لقوله: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا} (¬1)
{وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} (¬2).
{مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} صفتهم أي يعرض لكم حال كحالهم {وَزُلْزِلُوا} أزعجوا وحركوا مرة بعد مرة من كثر (¬3) البلايا (¬4) {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} (¬5) لوعد الله تعالى (¬6) غير تشكك فيهم (¬7)، و {مَتَى} استفهام عن أوان الشيء.
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاري (¬8) من (¬9) بني سلمة بن جشم قُتل يوم أحد (¬10) وكان شيخًا كبيراً وعنده مال
¬__________
= والوجه الثالث: أن "لمَّا" لا تدخل على فعل شرط ولا جزاء بخلاف "لم ".
[الإملاء (1/ 21) - الكتاب (2/ 312) - الدر المصون (2/ 381)].
(¬1) سورة آل عمران: 142.
(¬2) سورة يونس: 39.
(¬3) في "أ": (كثرة).
(¬4) في "ب": (البلا).
(¬5) في الأصل: (قطع).
(¬6) سبب نزول هذه الآية - كما قاله قتادة والسدي-: أنها نزلت في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والخوف والحصر والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى فكان كما قال تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: 10].
[أخرجه عبد الرزاق (1/ 83) - وابن أبي حاتم (2/ 380)].
(¬7) في "أ" "ي": (فيه).
(¬8) هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي الخزرجي، شهد العقبة ثم شهد بدرًا، وقتل يوم أحد شهيدًا، ودُفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في قبر واحد، وكان عمرو أعرج فقيل له يوم أحد: والله ما عليك من حرج لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى وقال: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، ثم قال: اللهمَّ ارزقني الشهادة ولا تردَّني إلى أهلي خائبًا، فكان له ما تمنى ورآه النبي - صلى الله عليه وسلم - يطأ في الجنة بعرجته - رضي الله عنه - وأرضاه.
[الاستيعاب (3/ 1168)؛ صفوة الصفوة (1/ 643)؛ الإصابة (4/ 615)؛ تهذيب الأسماء (2/ 342)].
(¬9) في "ب" "ي": (من).
(¬10) في "ب": (بدر).

الصفحة 378