كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} نزلت في ذكر سؤال عمر - رضي الله عنه -: ما هذه الخمر المضيعة لأموالنا المفسدة ذات بيننا؟ (¬1)، وهي (¬2) سؤال بعضهم عن المال الذي يجب إنفاقه، وقيل أن حمزة هو الذي سأل عن الخمر والميسر، وقيل: اتَّخذ بعض الصحابة دعوة فيها سعد بن أبي وقاص فشربوا وتفاخروا وأنشد سعد قصيدة فيها هجاء الأنصار فشجَّه بعضهم ثم ترافعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3) فأنزل (¬4)، والخمر المجمع عليها عصير العنب إذا غلي واشتدَّ وقذف بالزبد، واشتقاقها من الخمر وهو كل ما سترك من شجر أو نبات، ويقال: اختمرت المرأة إذا لبست الخمار، وليس كل ما يخامر العقل خمرًا (¬5) كما أنَّه ليس كل (¬6) ما يبدع بدعة ولا كل ما يبحر بحيرة، وقد روي عن ابن عباس: حرمت الخمر بعينها والسكر من كلِّ شراب (¬7)، وقال
¬__________
(¬1) هذه هي رواية مقاتل في تفسيره (1/ 111 - 112) وهي ليست في عمر بل عبد الرحمن بن عوف وعلي ونفر من الأنصار، وكذا هي عند الثعلبي في تفسيره كما في "العجاب" لابن حجر (1/ 356).
وهو مشهور عن عمر بن الخطاب عند الإمام أحمد في مسنده (1/ 53؛ 2/ 351)، وأبو داود (3670)، والنسائي (8/ 276 - 287)، والترمذي (3049)، والطبري (3/ 681)، والحاكم (4/ 143)، والبيهقي (8/ 275). وسنده صحيح.
(¬2) في "أ" "ي": (وفي).
(¬3) (صلى الله عليه وسلم) من "ب" "أ".
(¬4) (فأنزل) ليست في "أ".
(¬5) قال الزجاج: تأويل الخمر في اللغة أنه كل ما ستر العقل، ويقال لكل ما ستر الإنسان من شجر وغيره خمر، ومنه خمار المرأة لأنها تغطي به رأسها. ومنه الخُمْرَة التي يُسْجَد عليها، سمِّيت بذلك لأنها تستر الوجه عن الأرض أي تغطيه، ومنه الحديث الذي رواه البخاري (6/ 355)، ومسلم (3/ 1594): "خمِّرُوا آنيتكم"، وقول الشاعر:
ألا يا زيدُ والضحاكَ سيرا ... فَقَدْ جاوزتما خَمرَ الطريقِ
[معاني القرآن للزجاج (1/ 291) - القرطبي (3/ 51)].
(¬6) (كلما) ليست في "أ".
(¬7) ثبت عن ابن عباس من قوله رواه النسائي في المجتبى (8/ 321)، والكبرى (5194، 5195، 6778)، وابن أبي شيبة في مصنفه (24067)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 214)، وأبو حنيفة في مسنده (45)، والطبراني في الكبرى (10837، 10841، 12389، 12633) وبحشل في تاريخ واسط (157)، =