كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)
بشر (¬1) يخبران رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) بقول اليهود ثم قالا: أفلا ننكحهنَّ في المحيض؟ فتغيَّر وجه رسول الله حتى ظنَّ الناس أنه قد غضب عليهما (¬3). وأراد بالنكاح المباشرة فيما تحت الإزار، لقول عائشة - رضي الله عنها -: "ربما باشرني النبي عليه السلام (¬4) وأنا حائض فوق الإزار" (¬5).
وعن عمر أنه قال: وأما الحائض فلك منها ما فوق الإزار وليس لك ما تحته (¬6)، والمحيض مصدر كالمسير والمصير، وقيل: اسم لأوان الحيض، كالمغرب اسم لأوان الغروب {فَاعْتَزِلُوا} اجتنبوا، افتعال من العزل، وهو قريب من الصرف {النِّسَاءَ} جمع المرأة وكذلك النسوة والنسوان، و (الأذى) كل ما يتأذى ويتقذر منه {حَتَّى يَطْهُرْنَ} من الدم، عن مجاهد والحسن (¬7).
{فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} بالماء فيأخذ بنفس الطهر فيما إذا كان أيام عشر أو بالطهارة أو وجوب الصلاة فيما دون العشر {مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} باعتزاله عن مجاهد (¬8)،
¬__________
(¬1) هو عباد بن بشر بن وقش الأنصاري أبو الربيع الأشهلي، من قدماء الصحابة، أسلم قبل الهجرة، وشهد بدرًا. كان من سادة الأوس، أبلى يوم اليمامة بلاءً حسنًا، وكان أحد الشجعان الموصوفين، وقاتل حتى قُتل بضربات في وجهه - رضي الله عنه - وهو ابن خمس وأربعين سنة.
[الاستيعاب (2/ 801)، الإصابة (3/ 611)، سير أعلام النبلاء (1/ 337)؛ الثقات (3/ 306)؛ تهذيب التهذيب (5/ 78)].
(¬2) (صلى الله عليه وسلم) من "ب".
(¬3) مسلم (302).
(¬4) في "ب": (صلى الله عليه وسلم).
(¬5) البخاري (303)، ومسلم (294).
(¬6) ذكره الأطرابلسي من "حديث خيثمة" (194)، والضياء في المختارة (1/ 375، 376).
(¬7) عن مجاهد رواه الطبري (3/ 731)، وذكره ابن أبي حاتم (2/ 402) بدون سند.
وأما عن الحسن فلم أجده وإنما وجدت عكسه عند ابن أبي حاتم (2/ 402) بدون سند.
(¬8) عزاه لمجاهد ابن الجوزي في زاد المسير (1/ 249)، وهو عند الطبري (3/ 735) حيث رواه مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.