كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

وعن ابن رَزِين (¬1) (¬2) الأمر بالتطهر {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} قال عطاء: أراد بالتطهر بالماء (¬3)، وعن أبي العالية أراد بالتطهر من الذنوب (¬4)، والأول أولى لقوله: {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ} نزلت في إباحة إتيان النساء في بيان المأتي والسبب في ذلك ما زعم اليهود أن مَنْ أتى امرأته من ورائها كان الولد أحول، وهذا السبب مروي عن ابن عمر وجابر وأم سلمة (¬5) (¬6)، واتصالها بما قبلها من حيث سبق ذكر الإتيان وهو المأتي فهو موضع ابتغاء النسل (¬7)، وقد روي أن النبي -عليه السلام- قال لذلك الرجل: "فإن الله تعالى قد نهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهن" (¬8).
¬__________
(¬1) محمَّد بن الحسين بن رزين الحموي أبو عبد الله، ولد سنة 603 هـ. من مشايخه أبو عمرو بن الصلاح والسخاوي وغيرهما. قال السبكي: كان فقيهًا فاضلًا حميد السيرة كثير العبادة حسن التحقيق مشارًا إليه بالفتوى. برع في علم التفسير. توفي سنة 680هـ.
[طبقات الشافعية (8/ 46)؛ تذكرة الحفاظ (4/ 1465)؛ الوافي (3/ 18)؛ الشذرات
(7/ 642)].
(¬2) ابن أبي حاتم في تفسيره (2121)، والطبري (3/ 738)، لكن فيه "عن أبي رزين" وليس ابن رزين، وهو عند ابن أبي شيبة (4/ 233) كذلك.
(¬3) الطبري (3/ 742)، وابن أبي حاتم في تفسيره (2124).
(¬4) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (1/ 249).
(¬5) أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله المخزومية بنت عم خالد بن الوليد وبنت عم أبي جهل بن هشام، من المهاجرات الأُوَل. دخل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنة أربع من الهجرة وكانت من أجمل النساء وأكثرهنَّ شرفًا. وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين لما بلغها مقتل الحسين غُشِيَ عليها. وتعدُّ من فقهاء الصحابيات. توفي سنة تسع وخمسين من الهجرة.
[طبقات ابن سعد (8/ 86)؛ الاستيعاب (4/ 1920)؛ أسد الغابة (7/ 340)؛ الإصابة
(13/ 221)].
(¬6) أما عن جابر فهو عند البخاري (4254)، ومسلم (1435).
وأما رواية ابن عمر فرواها الطبري في تفسيره (3/ 751).
وأما عن أم سلمة فرواه الترمذي (2979)، وأحمد (6/ 305).
(¬7) في الأصل "ي" كتبت الكلمة (النسـ).
(¬8) أخرجه ابن ماجه (1924)، والإمام أحمد في مسنده (5/ 213)، والبيهقي (7/ 197) من حديث خزيمة بن ثابت مرفوعًا. وقال ابن الملقن: إسناده صحيح وصححه الشافعي.

الصفحة 390