كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

وقوله: {أَنَّى شِئْتُمْ} أي من أين شئتم وكيف شئتم يدلُّ عليه {أَنَّى لَكِ هَذَا} {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} واتصال قوله {وَقَدِّمُوا} بما قبله من حيث محافظة واستعمال الأحكام {وَاتَّقُوا اللَّهَ} في مجاوزة حدوده {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} الذين يؤمنون بهذه الأحكام ويقبلونها طوعًا يرضون الله تعالى.
{وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا يحسن إلى مسطح (¬1)، وباقي قصته في سورة النور (¬2)، وقيل: نزلت فيه حين حلف أن لا يصل (¬3) إلى ابنه حتى يسلم (¬4)، وقيل: نزلت في عبد الله بن رواحة حين حلف أن لا يدخل على ختنه بشير بن النعمان الأنصاري (¬5) (¬6) ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين خصمه (¬7)، واتصالها بما
¬__________
(¬1) هو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف المطلبي المهاجري المذكور في قصة الإفك، كنيته أبو عبادة، وقيل: أبو عباد، شهد مسطح بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. خاض في الإفك على الصدِّيقة عائشة - رضي الله عنها -، فجلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن جلد، قال الذهبي: إياك يا جريء أن تنظر إلى هذا البدري شزرًا لهفوة بدت منه فإنها قد غفرت وهو من أهل الجنة، وإياك يا رافضي أن تلوح بقذف أم المؤمنين بعد نزول النص في براءتها فتجب لك النار. توفي مسطح سنة أربع وثلاثين وهو يومئذ ابن ست وخمسين سنة، وقيل: شهد مسطح صفين وتوفي سنة سبع وثلاثين.
[الاستيعاب (4/ 1472)؛ الطبقات الكبرى (3/ 53)؛ الإصابة (6/ 93)؛ تهذيب الأسماء (2/ 395)؛ سير أعلام النبلاء (1/ 187)].
(¬2) رواه الطبري في تفسيره (3/ 402). وكذا ذكره في زاد المسير (1/ 253) عن ابن جريج.
(¬3) (يصل) ليست في الأصل.
(¬4) هذا مروي عن مقاتل بن سليمان في تفسيره (1/ 116)، وكذا ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (1/ 253).
(¬5) بشير بن النعمان بن عبيد الأنصاري الأوسي، ذكره الحافظ ابن حجر في الصحابة، قال ابن القدَّاح: قتل يوم الحَرَّة وقتل أبوه يوم اليمامة.
[الإصابة (1/ 265)].
(¬6) في "أ": (الأنصار).
(¬7) أورده الواحدي في أسباب النزول ص 72 عن الكلبي، وذكره ابن حجر في "العجاب" ص 387.

الصفحة 391