كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

فيقولون: وأيم الله (¬1)، وقال أبو عبيد الهروي (¬2): يقولون م (¬3) والله ومَ والله ومُ (¬4) والله، ومَن الله ومن الله ومن الله (¬5)، وأيمِ الله بالكسر.
{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ} نزلت في تنويع الأيمان (¬6) فذكر نوعين منهما: اللغو والغموس، وذكر النوع الثالث في سورة المائدة، وهو المقصود المأمور بحفظه مع اللغو، و (المؤاخذة) قريب من المضايقة والمناقشة والمعافاة كالنقيض له، و (اللغو) ما لا حكم له أو ما لا وجه له، واليمين من اللغو أن يحلف على شيء ماضٍ أو حال سهوًا فإذا هو بخلافه عن ابن عباس وأبي هريرة والحسن ومجاهد والسدي والربيع، وعن ابن عباس (¬7): ما يجري في اللفظ من غير قصد مثل: لا والله وبلى والله، واليمين الغموس هو أن يحلف على شيء في الماضي وهو يعلم أنه كاذب، سمَّيت غموسًا لغمسها صاحبها في الإثم ثم في النار.
¬__________
(¬1) الأيمان: جمع يمين، وأصله العضو من اليد اليمنى، واستعملت في الحلف مجازًا لما جرت عادة المتعاقدين بتصافح أيمانهم واشتقاقها من اليمن. واليمين اسم للجهة التي هي عكس الشمال أو اليسار. وتجمع اليمين على أَيْمُن وأَيْمَان.
وهل المراد بـ"الأيمان" التي في الآية القسم نفسه أو المقسم عليه؟ يجوز الأمران والأول أولى بذلك.
[الدر المصون (2/ 429)].
(¬2) أبو عبيد الهروي أحمد بن محمَّد بن محمَّد الهروي الشافعي اللغوي صاحب "الغريبين" الذي اشتهر به حتى انتشر بالآفاق. أخذ علم اللسان عن الأزهري وغيره. توفي في رجب سنة إحدى وأربع مائة.
[معجم الأدباء (4/ 260)؛ وفيات الأعيان (1/ 90)؛ الوافي (8/ 114)؛ البداية والنهاية
(11/ 344)، السير (17/ 146)].
(¬3) في "أ": (يقولون: والله ومَ والله).
(¬4) في "أ": (ولم والله وم الله).
(¬5) (ومن الله) أربع مرات في "أ".
(¬6) تنويع الأيمان هو ما ذكرته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حيث قالت: "يمين اللغو قول الرجل: لا والله وبلى والله وأي والله" [أخرجه مالك في الموطأ (2/ 477)، وأبو داود (3/ 571)، والبغوي في تفسيره (1/ 221)].
(¬7) ذكرهم ابن الجوزي في زاد المسير (1/ 254)، وذكر بعضهم البغوي في تفسيره (1/ 221)، والطبري (4/ 32)، وابن كثير (1/ 392)، والبحر المحيط (2/ 179).

الصفحة 393