كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

وابن عمر (¬1)، ولا تتعلق (¬2) هذه الفرقة بقضاء القاضي؛ لأنَّ ابتداءه غير متعلق بحكمه بخلاف فرقة اللعان والعنة. و (العزم) القصد، و {الطَّلَاقُ} التخلية والتسريح، وإنما يقال للمرأة طالق لأنَّ هذا نعت مختصٌّ بها كالحائض والحامل، {وَالْمُطَلَّقَاتُ} المطلقة من التطليق دون الإطلاق للمبالغة (¬3) في الوصف لأنَّ طلاقها يتأبد (¬4) ويوجب حرمة بخلاف الإطلاق المستعمل في الإرسال، والتربص بالشيء (¬5): ترقُّب نزول الحادثة.
وإنما قال: {قُرُوءٍ} ولم يقل: أقراء لذكر المطلقات إذ كل مطلقة منهن تتربص ثلاثة أقراء فيجتمع قروءًا (¬6) كثيرة، وقيل: "من" فيه مقدر أي: ثلاثة من قروء (¬7)، قال أبو عمرو بن العلاء (¬8): من العرب من يسمَّي
¬__________
= وأبو خارجة، صحابي مشهور، كان يكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمره أبو بكر أن يجمع القرآن، وأمره عثمان فكتب المصحف وأبيّ بن كعب يملي عليه، وجاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفرض أمتي زيد بن ثابت". قال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. فضائله كثيرة، مات سنة خمس وأربعين وقيل غير ذلك، وحديثه في الكتب الستة.
[الثقات (3/ 135)؛ رجال مسلم (1/ 213)؛ تهذيب التهذيب (3/ 344)؛ الاستيعاب (2/ 537)].
(¬1) ذكرهم ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (1/ 257).
(¬2) في "أ": (يتعلق).
(¬3) في "ي": (المبالغة).
(¬4) في "أ": (يتأيد).
(¬5) (بالشيء) ليس في "ب".
(¬6) (أقراء فتجمع قروءًا) ليست في "ب".
(¬7) وهذا مذهب المبرد ذكره في المقتضب (2/ 159).
(¬8) أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني البصري شيخ القُرَّاء والعربية. ولد سنة سبعين من الهجرة. قال أبو عبيدة: كان أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسَّك فأحرقها، وكان من أشراف العرب. وكان ثقة في الحديث ومن أعيان أهل السنة. توفي سنة سبع وخمسين ومائة.
[تاريخ البخاري (9/ 55)؛ تاريخ الإسلام (6/ 322)؛ بغية الوعاة (367)؛ طبقات القرَّاء لابن الجزري (1/ 288)].

الصفحة 395