كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

وعن مقاتل ثمانية آلاف (¬1)، وعن عطاء سبعين ألفًا (¬2)، وعن السدي وأبي مالك ثلاثين ألفًا (¬3)، وعن أبي روق عشرة آلاف، وعن الضحاك عددًا (¬4).
{حَذَرَ الْمَوْتِ} أي الطاعون، وقال الحسن: حذر القتل في القتال (¬5) {مُوتُوا} أمر تكوين وتصيير وإلجاء {ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} ردَّ إليهم الحياة الدنيوية بعد أن صاروا عظامًا في قول السدي وهلال بن يساف (¬6) ومجاهد ووهب (¬7) وبعد أن أروحت (¬8) أجسادهم (¬9) رائحة الموتى من قول الكلبي ومقاتل،
¬__________
(¬1) ابن الجوزي (1/ 288)، وذكره القرطبي (3/ 230) دون نسبة لأحد.
(¬2) عند الطبري في تفسيره (4/ 418) ذكر عن عطاء أنهم كانوا ثلاثة آلاف أو أكثر، وهو عند البغوي في تفسيره (1/ 293)، وذكره ابن الجوزي (1/ 288) ولكنه ذكر (تسعين).
(¬3) أخرجه الطبري (4/ 223) عنهما، وابن أبي حاتم (2/ 457)، وذكره ابن الجوزي (1/ 289) عن أبي مالك. أما عن السدي ببضعة وثلاثين ألفًا.
(¬4) وأقرب الأقوال في ذلك ما رجحه الطبري في تفسيره - والله أعلم- حيث قال: وأولى الأقو الذي مبلغ عدد القوم قول من حَدَّ عددهم بزيادة عن عشرة آلاف، وذلك أن الله تعالى أخبر عنهم أنهم كانوا ألوفًا، وما دون العشرة آلاف لا يقال لهم: ألوف. وإنما يقال: هم آلاف إذا كانوا ثلاثة آلاف فصاعدًا إلى العشرة آلاف، وغير جائز أن يقال: هم خمسة ألوف أو عشرة ألوف. الطبري (4/ 423).
(¬5) المشهور عن الحسن أنهم خرجوا فرارًا من الطاعون كما في زاد المسير (1/ 288)، والقرطبي (3/ 232).
(¬6) هو هلال بن يساف ويقال: ابن أساف الأشجعي الكوفي، يكنى أبا الحسن، تابعي أدرك عليًا، ذكره ابن حبان في الثقات. وكان ثقة كثير الحديث، استشهد به البخاري في الصحيح، وروى له في الأدب، وروى له الباقون.
[تهذيب التهذيب (11/ 76)؛ رجال مسلم (2/ 325)؛ الثقات (5/ 503)؛ تهذيب الكمال (30/ 353)].
(¬7) أما عن السدي فرواه الطبري (4/ 417)، وابن أبي حاتم (2420).
وأما عن هلال بن يساف فرواه ابن أبي حاتم (2418)، والطبري (4/ 422).
وأما عن مجاهد فذكره ألطبري (2/ 587).
وأما عن وهب فرواه الطبري (4/ 418).
(¬8) أي أصبحت ذات رائحة.
(¬9) في "أ": (أجسامهم).

الصفحة 413