كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

قالوا: كان الإحياء بدعوة حزقيل النبي - عليه السلام - (¬1) قال القتبي (¬2): هو حزقيل (¬3) بن بوزا (¬4)، وقال مقاتل أن حزقيل هو ذو الكفل - عليه السلام - (¬5).
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أمر لأمة محمَّد -صلى الله عليه وسلم- (¬6) مرتب على (¬7) الأمر بمحافظة الصلوات، وقال مقاتل بن حيان (¬8) أنه أمر لهؤلاء (¬9) الموتى بعد الإحياء.
{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ} يعطي القرض، والقرض في الأصل هو القطع، ثم استعير لما تقتطعه من مالك فتدفعه إلى أخيك لينفقه ويغرم مثله من غير عقد ولا تأجيل، ثم استعمل في تقديم الحسن والسيء إذا اقتضت الجزاء، قال أميَّة بن أبي الصلت (¬10):
لا تخلطن خبيثاتٍ بطيِّبة ... واخلع ثيابك منها وانجُ عريانا
كلُّ امرىءٍ سوف يُجزى قرضًا حسنًا ... أو سيئًا ومدينًا مثل ما دانا (¬11)
¬__________
(¬1) (السلام) ليس في "ي".
(¬2) هو ابن قتيبة الدينوري.
(¬3) في "ب": (بوحز).
(¬4) في الأصل: (يوذا) بالياء والذال.
(¬5) (السلام) ليس في "ي".
(¬6) (وسلم) من "ب".
(¬7) (على) من "أ" "ي".
(¬8) في "أ": (حبان) بالباء.
(¬9) في الأصل: (تهولا).
(¬10) أمية بن أبي الصلت شاعر جاهلي وُلد ونشأ في الطائف، وهو من أشعر شعراء ثقيف كما قال أبو عبيدة، وقد أدرك الإِسلام ورأى النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه لم يسلم. وقال قصيدة في رثاء قتلى بدر من المشركين الذين فيهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وهما ابنا خاله، فشقَّ ثوبه وبكى. وكان يريد الإسلام فلما رأى ذلك رجع وقال: لا حاجة لي بدين من قتل هؤلاء، وقال: الآن حلَّت لي الخمر، فسكر حتى مات. وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عنه قال: "آمن شعرُه وكفرَ قلبُه".
[البحر المحيط (4/ 422)؛ طبقات فحول الشعراء للجمحي (1/ 259)؛ أمية بن أبي الصلت وشعره د. بهجة الحديثي].
(¬11) البيتان لأمية بن أبي الصلت، وهما في ديوانه ص. 63 وانظر: لسان العرب "قرض" (7/ 216)، وتاج العروس (19/ 17)، وتهذيب اللغة (8/ 340)، والطبري في تفسيره (4/ 429).

الصفحة 414