كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

والمضاعفة والتضعيف أن يزيد (¬1) على الشيء مثله مرة فصاعدًا {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} أراد الأخذ بالقبول والدفع بالجزاء.
وعن أبي أمامة (¬2): لما نزلت هذه الآية قال رجل من الأنصار: [استقرض ربُّنا وهو غني، قال النبي - عليه السلام -: "نعم، أراد بذلك أن يدخلكم الجنة" فرجع] (¬3) واستقبل أبا (¬4) الدحداح (¬5) عمرو بن الدحداح الأنصاري فأخبره الخبر فجاء أبو الدحداح وقال: يا رسول الله إن أقرضت قرضًا تضمن لي بالجنة؟ قال: "نعم" قال (¬6): وزوجتي؟ قال: "نعم" قال (¬7): وصبيتي؟ قال: "نعم" قال: فإني أُشهدك يا رسول الله أني (¬8) جعلتُ حائطيَّ قرضًا لله سبحانه وتعالى، فقال رسول الله: "يا أبا الدحداح إنا لم نسألك (¬9) كليهما فأمسك إحداهما معيشة لك ولعيالك" قال: إذًا فخيرهما للهِ تعالى ثم رجع حتى أتى أمَّ الدحداح وهي تحت النخل مع صبيانها وأنشأ يقول:
هداك ربي إلى سبيل الرشادِ ... إلى سبيلِ الخيرِ والسَّدادِ
¬__________
(¬1) في "أ": (تزيد) بالتاء.
(¬2) أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، روى عنه علمًا كثيرًا وهو ممن بايع تحت الشجرة وصحب النبي في حجة الوداع وكان عمره ثلاثين سنة. توفي سنة ست وثمانين هجرية.
[طبقات ابن سعد (7/ 411)؛ التاريخ الكبير (4/ 326)؛ الجرح والتعديل (4/ 454)؛ تاريخ ابن عساكر (8/ 145)]
(¬3) ما بين [...] ليس في الأصل.
(¬4) في "أ": (أبو).
(¬5) ويقال أبو الدحداحة الأنصاري المحابي، قيل: اسمه ثابت، وقال ابن عبد البر: لا أقف على اسمه ولا على نسبه غير أنه من الأنصار، وكما في صحيح مسلم: "كم من عذق مدلى في الجنة لأبي الدحداح".
[الاستيعاب (4/ 1645)؛ تهذيب الأسماء (2/ 511)].
(¬6) (قال) من "أ" "ي".
(¬7) (قال) من "ي".
(¬8) (أني) من "أ" وفي البقية (إن).
(¬9) في الأصل: (نسلك).

الصفحة 415