كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)} في أشمويل بن هلقا (¬1) ويروى هلقاثاو (¬2) في شأن داود بن إيشا - عليه السلام -، والقصَّة في ذلك أن بني إسرائيل مكثوا دهرًا ما لهم ملك يقاتل، وقد استولى عليهم أعداؤهم يسكنون ساحل بحر الروم (¬3) بين مصر (¬4) وفلسطين يقال لهم البلشتاثا (ويروى البلشتانا ولهم ملك يدعى جالوت، فلقي بنو إسرائيل منهم بلاء) (¬5) شديدًا لما غلبوا على كثير من أرضهم وسبوا كثيرًا من أولادهم، وكان عهد الله فيما يروى إلى بني إسرائيل من بعد موسى ويوشع - عليهم السلام - (¬6) ألا (¬7) يقاتلوا إلا من قاتلهم، فلما آل الأمر إلى ما ذكرنا نبغ في بني إسرائيل طاغية ودعاهم إلى أن يملِّكوه ويبايعوه ليقودهم إلى القتال، فبايعوه على ذلك ثم جاؤوا إلى (¬8) أشمويل بن هلقا واسم أمه حنَّة وكان يدعى ابن العجوز (¬9). ويروى عن السدي أنه كان يسمى شمعون أيضًا، وهو بالعربيَّة سمعون (¬10) أي سمع الله دعاء أمه فيه واختاره للنبوة.
ويقال: هو المراد بإسماعيل المذكور في سورة الأنعام بين إلياس واليسع وكان من نسل هارون، وطلبوا منه ملكًا يرجون أن يشيرهم إلى
¬__________
(¬1) الذي وجدته في الطبري (4/ 439): (شمويل بن بالي)، وفي بعض المصادر (شمويل بن حنة) نسبة لأمه.
كما ذكره الطبري في تاريخه (1/ 459).
(¬2) في الأصل بياض.
(¬3) هو البحر الأبيض المتوسط الآن.
(¬4) (مصر) ليست في "أ".
(¬5) ما بين (...) ليست في "أ".
(¬6) (السلام) ليست في "ي".
(¬7) في "أ": (أن لا).
(¬8) (إلي) في "أ".
(¬9) في "أ": (الفجور).
(¬10) الأثر هذا عن السدي بطوله الذي ذكره المؤلف. أخرجه الطبري في تفسيره (4/ 441)، وفي تاريخه (1/ 467)، وابن أبي حاتم (2/ 463)، وذكره في زاد المسير (1/ 292).

الصفحة 417