كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

أخبرهم بإلهام الله تعالى وتوفيقه (¬1) من جهة أشمويل - عليه السلام - (¬2) أنَّ الله تعالى جعل ذلك النهر محنة للمخلصين وغيرهم.
فمن شرب منه فوق غرفة جبن عن القتال ولم يكن من أصحاب طالوت، ومن اقتصر على مقدار غرفة أيَّده الله تعالى وكان من (¬3) أصحابه، فشربوا منه وعصوا أمره إلا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلًا من جملة ثمانين ألفًا فإنهم شربوا على (¬4) مقدار غرفة فجعل الله لهم رواء وعبروا النهر.
{وَلَمَّا (¬5) بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} واستنصروا الله (¬6) ومدَّ أشمويل بوحي من الله طالوت الملك بداود وهو إذْ ذلك صبيٌّ وله ستة إخوة مع طالوت كلّهم أكبر منه، ونادته في مسيره ثلاثة أحجار كل واحد يقول: خذني يا داود فإني أصنع بجالوت كذا وكذا، فجعلها في مخلاة له، فلما شهد الفئتين وجد جالوت بين الصفين عليه بيضة من نحاس فيها ثلاثماية رطل وبقاسها (¬7) الجوشن وسائر السلاح، ووجد طالوت الملك يطوف على أصحابه ويحرِّضهم ويضمن لمن خرج نصف ملكه وتزويجٍ ابنته، فقال داود: أنا أخرج إليه، فاستحقره واستحقره الناس أيضًا، وقال إخوته: إنما يقول هذا القول من عزته وصباه، ثم قال له طالوت: هل جرَّبتَ نفسك؟ قال: نعم، قصد الأسد ذات يوم سائمة أبي فأخذت بفكَّيه وشققته نصفين، قال إخوته: إن هذا لمن عزتهً أيضًا حيث خاطر بنفسه لاستنقاذ السائمة، قال داود - عليه السلام - (¬8): كان ذلك أمانة مني وشققته على ما لي.
¬__________
(¬1) في "أ" "ي": (أو بتوفيق).
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) (من) ليست في "ب".
(¬4) (على) ليست في "أ".
(¬5) (ولما) من "ب" وفي البقية: (وبرزوا).
(¬6) (الله) من "أ" "ي".
(¬7) في الأصل: (ويقاسها).
(¬8) (السلام) ليست في "ي".

الصفحة 419