كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 1)

فدعا له طالوت بالبركة فإذا هو طويل عليه فنزعه (¬1) وبرز إلى جالوت وفي يده مقلاع ومِلقاع لغة، قال جالوت: بم تقاتلني أيها الصبي؟ قال: بمقلاعي هذا، قال: بمثله يقاتل الملوك؟ قال داود: وهل يرمى الكلب إلا بالحجر؟ ثم أدخل يده في مخلاته ليستخرج الحجر من تلك الثلاثة فإذا هي تراكمت وصارت كتلة واحدة فأخرجها وجعلها في ملقاعِه وأدارها من فوق رأسِه ثم رمى بها جالوت، فلما انتهت إليه صارت ثلاثة كما كانت، فوقع أحد الثلاثة في رأسِهِ والآخر في فؤادِهِ والآخر في خاصرتِهِ، فخرَّ جالوت قتيلًا ونفذت الأحجار منه فقتلت أناسًا كثيرًا من الكفار وانهزم الباقون.
ثم إن طالوت ندم على ما ضمن من تزويج ابنته ونصف ملكه وحسد داود - عليه السلام - (¬2) وتوارى منه داود - عليه السلام -، وافترقت بنو إسرائيل فرقتين، وطال القتال إلى أن صفا الأمر لداود - عليه السلام - وجمع له الملك والنبوة، وتاب طالوت بعد شرٍّ كثير واستشهد هو وبنوه في سبيل الله (¬3) (¬4).
وعن مقاتل (¬5) أن أصحاب جالوت (¬6) كانوا من بني إسرائيل أيضًا إلا أنهم كانوا كفارًا، وذكر ابن المقفى: أنَّ جالوت كان من عشيرة فرعون، وعن قتادة أن هذا النبي هو يوشع بن نون ولا أدري كيف جمع بينهما يعني يوشع وداود من طول العهد، وقيل: إن الملائكة لم تسُق الثورين وإنما رفعته بين السماء والأرض.
¬__________
(¬1) في"ب": (نزعه) بدون واو.
(¬2) (السلام) ليست في "ي".
(¬3) هذه القصة من الإسرائيليات التي ذكر قسمًا منها جلُّ المفسرين كالقرطبي والطبري وغيرهم. وقد تقدَّم أن الإسرائيليات لا تصدَّق ولا تكذَّب كما قال - عليه السلام -: "حدًّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
(¬4) (الله) ليست في "ب".
(¬5) في "ب": (مجاهد).
(¬6) في "ب": (طالوت).

الصفحة 420